يواصل مهرجان "طنجاز"، في دورته ال`12 التي انطلقت مساء أمس الأربعاء، مسيرة الاحتفاء بموسيقى الجاز وتكريس مكانتها بين مكونات المشهد الفني المتنوع بمدينة طنجة. ووضع منظمو هذا المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة لورين إلى غاية 25 شتنبر الجاري بمنصات متفرقة بمدينة طنجة، برنامجا غنيا ينشط فقراته مجموعة من المغنين العالميين في موسيقى الجاز وبعض الأنواع المجاورة له كالبلوز والسوينغ والفانك. وكان جمهور مدينة البوغاز على موعد مع سهرة كبرى بساحة الأمم وسط طنجة أحيتها مجموعة "واب" التي تعتبر واحدة من أبرع المجموعات البلجيكية في عزف موسيقى الفانك، حيث يعتبر بعض النقاد أن ألحانها قادرة "على زرع الخصوبة في الصحاري". بالفعل، فقد بثت المجموعة، بإيقاعاتها المتنوعة والقوية، الحماس في صفوف المئات من الشباب الذين حجوا إلى الساحة لمتابعة أولى فقرات المهرجان، ونجحت المجموعة في تقريب هذا اللون الموسيقي من جمهور طنجة. بمنصة قصر مولاي عبد الحفيظ، عادت مجموعة "ديفيناس"، المكونة من ثلاث فتيات، بالجمهور إلى فترة الثلاثينيات من القرن الماضي في عرض يحمل عنوان "شكلاطة" جمع بين الغناء والرقص والحكي في عرض مسترسل دون توقف. ويتطرق هذا العرض إلى مشاكل الضغط التي كان يعاني منها سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذه الفترة، وتبرز الموسيقى كحل للتخفيف من خلال عروض ساخرة تنضح أنوثة من حيث الأزياء والحركات الراقصة. من أبرز الأسماء العالمية المشاركة خلال هذه الدورة، يبرز اسم عازف آلة الترومبيت الأمريكي والفائز بجائزة الغرامي سنة 1988 روي هارغروف رفقة مجموعته المكونة من أربعة عازفين. كما ستشارك في هذه الدورة من المهرجان، الإيطالية روبرتا غامباريني التي تنحدر من عائلة تحترف موسيقى الجاز، وهو العشق الذي دفعها إلى مغادرة إيطاليا نحو الولاياتالمتحدة حيث لاقت نجاحا مبهرا. من أمريكا أيضا، ستقدم واحدة من أيقونات موسيقى الجاز بولاية نيو أورليانز عرضا بمهرجان طنجاز، ويتعلق الأمر بالمغنية ليليان بوتي التي أطلق عليها لقب "السفيرة الموسيقية لنيو أوليانز"، وهي الوحيدة التي نالت هذا اللقب بعد الأسطورة لويس أرمسترونغ. كما تعتبر "ويتشكرافت" المجموعة النسائية الثانية المشاركة في مهرجان الجاز، وتعتبر واحدة من بين أنجح المجموعات على صعيد القارة الأوروبية لتمكنها من اكتشاف صلات موسيقية بين العديد من الألوان مع الاعتماد على الجاز، وهو نتاج الأصول العرقية المختلفة للعازفات الثلاث. هذا فضلا عن مجموعات أخرى ستساهم في رسم نجاح الدورة الثانية عشرة من "طنجاز". وسيكون جمهور مدينة طنجة على موعد مع عروض في الهواء الطلق التي تجوب أزقة المدينة العتيقة لطنجة وشوارعها الرئيسية، كما سيخصص جزء من البرمجة للأطفال لتقريبهم من موسيقى الجاز التي ما تزال تحظى بشعبية متوسطة لدى الأجيال الناشئة.