صدرت حديثا للباحث في التراث الصوفي المغربي، التهامي الحراق، كتاب "فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار" لمحمد بلعربي الدلائي الرباطي (ت`1285ه`/ 1869م). والكتاب الصادر ضمن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في جزئين، عبارة عن دراسة وتحقيق رسالة "فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار" لمؤلفها الشيخ محمد بن العربي الدلائي الرباطي ، ونال بها الباحث شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة محمد الخامس بالرباط. وقال المؤلف إن "فتح الأنوار"، وثيقة صوفية أدبية إنشادية، نادرة في بابها، ومتميزة في صنفها; مضيفا أنها تجمع بين التصوف والأدب والإنشاد، حيث تضع القواعد النظرية لفن السماع باعتباره مرآة للجمالية الروحية الإسلامية، و فن يتوسل بإنشاد نصوصِ المديح النبوي وكلامِ العارفين لبلوغ مقاصد خلقية وذوقية سامية. وتبسط الرسالة، حسب المؤلف، "سلما" تعليميا لطالب تعلم هذا الفن المغربي الأصيل وفق شروطه الأدبية وضوابطه الطربية وخصائصه التداولية سواء في مجالس المديح أو حِلَق الذكر. كما تعد رسالة "فتح الأنوار" دليلا واضحا على الممارسة الموسيقية الصوفية التي يجسدها فن السماع بالمغرب في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي; سواء في الفضاء الإنشادي بالمساجد والبيوتات الخاصة أو في المزارات والزوايا الشاذلية بالمغرب. يقع هذا العمل العلمي في جزئين، يضم الأول قسم الدراسة، ويمتد في 520 صفحة. وتطرق فيه الباحث لشخصية محمد بلعربي الدلائي الرباطي من حيث حياته وتصوفه وآثاره; ولسياق رسالة "فتح الأنوار" ومضامينها ومصادرها وخصائصها. وتظهر أهمية التحقيق الذي قام به التهامي الحراق، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار أن عدد صفحات الرسالة في المخطوطات المعتمدة لا يتعدى 24 صفحة. يشار إلى أن الباحث سبق وأن أصدر كتاب "موسيقى المواجيد، مقاربات في فن السماع المغربي" عن منشورات الزمن 2010.