تدفق مئات الآلاف من المصريين إلى شوارع القاهرة مباشرة مع إعلان الحكم عن نهاية المباراة النهائية لبطولة كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم والتي جمعت مصر وغانا، للاحتفال بالانجاز غير المسبوق ل`"الفراعنة" الذين فازوا بالكأس الإفريقية لسابع مرة وللمرة الثالثة على التوالي. فمنذ اكتفاء المنتخب المصري بالتأهل إلى نهائي أمم افريقيا بأنغولا، دون حجز تذكرته إلى كأس العالم، أصبح الفوز بالكأس الإفريقية حلما يراود المصريين، بدأ يتحول إلى حقيقة مع توالي الانتصارات في مختلف مراحل المنافسة. ولم تمنع برودة الطقس، التي تسود معظم أنحاء البلاد هذه الأيام، من الاحتفاء بهذا الفوز، حيث امتلأت مختلف الشوارع والساحات العمومية بمئات الآلاف من المواطنين، سيرا على الأقدام وعلى متن السيارات وفوق حافلات النقل العمومي، للتعبير عن فرحتهم برفع العلم المصري وترديد الشعارات الحماسية عبر مكبرات الصوت وأصوات المنبهات. وقبيل المقابلة بلحظات، توقفت الحركة تدريجيا بشوارع القاهرة إلا من بائعي الأعلام الذين انتشروا بالتقاطعات، وساد هدوء مع تتبع السكان في المنازل والمقاهي المباراة النهائية، فيما تجمهر أصحاب المتاجر أمام أجهزة التلفزيون خارج محلاتهم لمتابعة هذا اللقاء الرياضي الإفريقي الهام، فكانت الفرحة تدوي كلما اقترب المنتخب المصري من تسجيل هدف، قبل أن يطلق المصريون العنان لأصواتهم وموسيقاهم مع تسجيل الهدف الذي جاء في الدقائق الأخيرة من المباراة. وبمجرد أن أطلق الحكم صافرة النهاية، انطلق المواطنون على متن سياراتهم في الشوراع وهم يهتفون بالمنتخب القومي، فيما أطلق آخرون الالعاب النارية والشهب الصناعية التي حولت سماء القاهرة إلى ما يشبه فسيفساء من الألوان الزاهية. وظلت اللازمة، التي رافقت مختلف هذه الهتافات، اسم "المعلم" حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري الذي أثبت بالفعل أنه أحد أفضل المدربين ليس في تاريخ الكرة المصرية فقط، بل في تاريخ القارة السمراء، والذي رأت فيه الجماهير المصرية "الساحر" الذي يتقن إيجاد الحلول التكتيكية لمواجهة أقوى المنتخبات الافريقية التي تضم بين صفوفها لاعبين محترفين في أوروبا. كما صدحت أصوات الجماهير باسم اللاعب محمد ناجي المعروف ب`"جدو" هداف البطولة، والذي تربى وتدرب في أحضان البطولة المحلية وبالضبط في صفوف الاتحاد الإسكندري. ومن قوة العفوية، التي ميزت الاحتفالات بهذا التتويج، تعطلت حركة السير بشكل كلي في أكبر المحاور الطرقية بالقاهرة، بعدما "احتلتها" الجماهير المصرية وحولتها إلى خشبة كبيرة للرقص والانتشاء بفوز انتظروه طويلا. على أن أصحاب السيارات كانوا قد استبقوا الاحتفال بالفوز حيث ظلت العشرات من السيارات المغطاة بأعلام مصر تجوب الشوارع والأزقة منذ الفوز على المنتخب الجزائري في لقاء نصف النهاية. وقد أعلن التلفزيون المصري أن الرئيس حسني مبارك قد حيا "الانجاز الرائع" للفريق المصري لحظات من انتهاء المباراة، مهنئا "الفراعنة" بفوزهم على منتخب غانا، وهي المباراة التي تتبعها في الملعب نجلا الرئيس علاء وجمال مبارك. كما عرض التلفزيون المصري صورا مباشرة وحية للبهجة التي غمرت كافة أنحاء البلاد بعد هذا الفوز، فيما ظلت كل الجرائد تنتظر صافرة الحكم قبل الطبع حتى لا يفوتها خبر الفرحة. ورافقت هذه الاحتفالات إجراءات أمنية احترازية لاحتواء أية أحداث عارضة خاصة وأن الاحتفالات ستتواصل حتى ساعات متأخرة من ليلة اليوم، حيث لوحظ انتشار مكثف لمختلف وحدات الامن وعناصر الوقاية المدنية وسيارات الإسعاف بمعظم أحياء وشوارع القاهرة. من جهتها، أعلنت سلطات مطار القاهرة حالة الطوارئ لاستقبال أبطال المنتخب القومي لكرة القدم لدى وصولهم من أنغولا صباح غد الاثنين، حيث تم عقد اجتماع تنسيقي بين كل الأجهزة العاملة في المطار لوضع خطة استقبال "الأبطال". وقد أرسلت شركة "مصر للطيران" طائرة من طراز (إيرباص 330) إلى مطار لواندا الدولي لنقل الفريق في رحلة عودة خاصة، بينما خصصت الشركة فريق عمل من العلاقات العامة لتتويج الأبطال بأكاليل الورود والاحتفاء بهم منذ لحظة صعودهم للطائرة وحتى وصولهم للقاهرة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن مصدر أمني قوله إن سلطات المطار اتفقت مع مديرية أمن القاهرة وقطاع الأمن المركزي لوضع خطة أمنية لتأمين خروج اللاعبين وتنظيم حركة جماهير وعشاق كرة القدم الذين سيزحفون إلى المطار لاستقبال الفريق الوطني.