عزت لجنة اليقظة التقنية المشكلة في أعقاب نفوق الأسماك في وادي ملوية أواخر يوليوز الماضي، هذه الظاهرة إلى نقص الأوكسجين في المجال المائي بالمنطقة المعنية من الوادي، مبرزة أن العودة الطبيعية لمياه الوادي ستساعد على الرجوع التدريجي للحالة العادية للكائنات .وجاء في بلاغ للجنة أصدرته في هذا الصدد أنها استخلصت '' وبصفة قطعية ورسمية أن نقص الاوكسيجين في المجال المائي النهري لملوية ، حيث ظهر نفوق الاسماك ، كان السبب الذي أدى الى اختناقها وبالتالي نفوقها " . واضاف المصدر أن " النتائج المخبرية للابحاث الفيزيائية والكيماوية لعينات ماء الوادي و المأخوذة بالمقطع المتواجد بين مصب وادي ملوية وملتقى مجرى بطهت صبرا، تبين ضعف كثافة الأكسجين الذائب وكذلك كثافة كبيرة من المواد العضوية المعلقة، بالإضافة إلى أن جميع كشوفات نسب الأوكسجين توضح تدني قيمتها، وذلك على مستوى النهر من الأعلى إلى السافلة; مع الإشارة إلى أن هناك جزءا مهما من الوادي يحتوي على كمية لا يستهان بها من المواد العضوية غير القابلة للإتلاف طبيعيا''. ولم يستبعد بلاغ لجنة اليقظة التقنية ''احتمالات التلوث المحدود أو الدائم والناتج عن إلقاء حمولات عضوية، منزلية أو فلاحية أو صناعية'' ، مشيرا الى أن جميع التحريات ونتائج المختبرات لم تكشف عن تواجد مواد سامة تقف مباشرة وراء هذا الحدث. وسجلت أن هذه المعطيات تأكدها نتائج التشريح البيطري المنجز على بعض عينات الأسماك والتي لم تظهر أية آفة (نزيف أو نمش دموي...) تدل على وقوع تسمم أو مرض الأسماك''. وبخصوص تداعيات الحادث، أبرزت لجنة اليقظة التقنية أن ''التحريات الميدانية التي تم القيام بها في عين المكان وعلى صعيد مجال نفوذ اقليمي الناظور وبركان لم تشر الى وجود أي مرض أو خلل صحي بالماشية أو المزروعات المتواجدة بضفاف الوادي''، مؤكدة في هذا الصدد ''سلامة وصحة القطيع والمنتجات الفلاحية بالمنطقة''. وكان عاملا اقليمي الناظور وبركان قد عينا لجانا تقنية لليقظة بهدف تحديد أسباب تلوث وادي ملوية من خلال تشخيص دقيق وشامل للاستناد عليه من أجل اتخاذ التدابير الضرورية لحماية التنوع البيئي والحيلولة دون تكرار ظاهرة نفوق الأسماك. ونشطت هذه اللجان التقنية، بحضور المنتخبين وممثلي الجمعيات، عدة اجتماعات نظمتها السلطات لأجل الإخبار والتوعية. كما قامت بمجموعة من الحملات التحسيسية استهدفت المواطنين القاطنين بجوار وادي ملوية وأصحاب محطات البنزين القريبة ومستخدمين آخرين. وحسب البلاغ فان اللجنة التقنية تعمل على بلورة مشروع مخطط بيئي شامل للمقطع النهري لملوية السفلى انطلاقا من تقييم تقني للمعطيات البيولوجية الهيدروجية والتنوع الاحيائي .