تباينت آراء النواب إزاء مشروع القانون المتعلق بالملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات، وذلك خلال مناقشتهم للمشروع اليوم الاثنين أمام لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية بمجلس النواب بحضور السيد سعد حصار كاتب الدولة لدى وزير الداخلية .فبينما أشاد عدد من النواب بمشروع القانون معتبرين إياه خطوة جديدة تهدف إلى إشراك هيئات وطنية وأجنبية للسهر على ضمان نزاهة الانتخابات، انتقد آخرون بعض مقتضيات هذا المشروع على اعتبار أنه " لا يضمن الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات ". وفي هذا السياق وصف السيد محمد مبديع، رئيس الفريق الحركي، مشروع القانون ب"المتقدم " والرامي إلى مأسسة ملاحظة الانتخابات طبقا لمقتضيات الدستور الجديد والمبادئ التي وضعتها الأممالمتحدة. وأكد السيد مبديع أنه يتعين على المؤسسات الوطنية والأجنبية التي سيتم اعتمادها لملاحظة الانتخابات التحلي بالشفافية والمصداقية، مشددا على ضرورة تحديد المعايير التي سيتم من خلالها منح هذه الاعتمادات. من جانبه، قال السيد خليل الداهي عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية إن مشروع القانون المتعلق بملاحظة الانتخابات يعزز الترسانة القانونية الانتخابية، ويأتي لسد الفراغ الحاصل في هذا المجال. وأبرز أن هذا المشروع " برهان على حسن نية الحكومة" لتتم الاستحقاقات التشريعية المقبلة في جو من الشفافية مشيرا في الوقت نفسه إلى مسؤولية الأحزاب السياسية في ضمان نزاهة هذه الاستحقاقات. أما السيد محمد الأعرج عن فريق الأصالة والمعاصرة، وبعدما ثمن مضامين مشروع القانون المتعلق بتحديد شروط وكيفيات الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات، اعتبر أن الترسانة القانونية وحدها لا تكفي لضمان شفافية الانتخابات داعيا جميع الفاعلين إلى العمل على تخليق الحياة السياسية. ومن جهته، انتقد نور الدين قربال عن فريق العدالة والتنمية المشروع، معتبرا أن التأصيل القانوني والدستوري وحدهما غير كافيين لضمان عملية انتخابية نزيهة وشفافة داعيا في نفس الوقت إلى تهييئ مناخ سياسي سليم. وأكد على ضرورة إحداث لجنة وطنية لاعتماد الملاحظين وليس لجنة خاصة لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان كما هو منصوص عليه في المشروع وذلك ضمانا للاستقلالية والحياد. وكان وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي قد قدم الأسبوع الماضي مشروع القانون المتعلق بتحديد شروط وكيفيات الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات الذي يندرج في إطار تفعيل أحكام الدستور الجديد للمملكة. وأكد أن الغرض الأسمى من الملاحظة الانتخابية يتمثل في العمل الموازي الذي يقوم به الملاحظ الانتخابي إلى جانب السلطات العمومية، بهدف السهر على نزاهة وحرية الانتخابات وضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأطراف. كما يروم مشروع القانون وضع إطار قانوني ينظم ممارسة مهام الملاحظة الانتخابية التي تعرف فراغا تشريعيا، لا سيما وأن مدونة الانتخابات لا تنظم إلا عملية مراقبة الانتخابات التي تتم من طرف ممثلي الهيئات السياسية.