خلص مشاركون في لقاء تمحور حول رهانات تمثيلية الشباب خلال الانتخابات المقبلة ، نظم أمس الجمعة بالرباط ، إلى أن تجديد النخب السياسية رهين بإصلاح جذري للحقل السياسي الحالي. وقال سعد التازي مدير نشر يومية (لوسوار) في مداخلة له خلال هذا اللقاء الذي نظمه معهد ( اماديوس) ، أن حركة 20 فبراير فتحت المجال لاهتمام الشباب من جديد بالحياة السياسية، وعكست رغبة جزء كبير من الشباب المغربي لاخذ مصيره بيده. غير ان التنازي اعتبر بأنه ليس هناك مشروع مجتمعي بالنسبة بالبلاد يجمع بين الاحزاب السياسية التقليدية وحركة 20 فبراير . ويرى رئيس منتدى الشباب الديمقراطي المهدي بنسعيد ، ان حركة 20 فبراير تعد حركة احتجاجية تعكس شعورا بالاحباط ، مصدره برلمان ضعيف وغياب تشبيب النخب السياسية ، علاوة على نقابات واحزاب سياسية لا تلعب الدور المنوط بها. أما رئيس الشبيبة الاشتراكية علي اليازغي ، فقد أكد أن ابتعاد الشباب عن الحياة السياسية ناتج بالاساس الى ثقافة الخوف التي كانت سائدة في الماضي (سنوات الرصاص) ، مشيرا الى أن حركة 20 فبراير ابانت بأن الشباب مهتمون بالحياة السياسية، ويشعرون بانتماء قوي للوطن. وأكد بأن شباب 20 فبراير قد سئم المشهد السياسي الحالي، ملاحظا انه منذ 20 فبراير أصبح هناك انفتاح ومزيد من النقاش السياسي في المغرب. وقال إن ابتعاد الشباب عن السياسة يعود ايضا إلى تدخل الدولة في الحياة السياسية خاصة من خلال احداث بعض الأحزاب واشاعة نوع من اللامصداقية داخل الحقل السياسي و وتغيير الفاعلين السياسيين لانتماءاتهم . وأكد على ضرورة تجديد النخب السياسية، محذرا من خطر الوقوع في صراع الأجيال أثناء إثارة مسألة تشبيب الطبقة السياسية. ومن جانبه، اعتبر خالد بادو، عن رابطة المستقلين، أنه حتى وإن كان الدستور الجديد قد أرسى دعائم تجديد الطبقة السياسية، فإن هذا التجديد لن يتجسد إلا اذا قامت الأحزاب السياسية بتغيير عميق على مستوى نمط الحكامة الذي تنهجه. كما حذر من رجوع إلى الوراء تم الإشارة إليه في خطابات بعض السياسيين، الذين يرغبون في تقليص أو إلغاء اللوائح الوطنية، مضيفا أن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني ستربح الكثير من خلال ضم شباب حركة 20 فبراير إلى صفوفها. من جهتها، أكدت لبنى أمهير عن حزب الحركة الشعبية، أن مهمة تحفيز الشباب على ولوج الحياة السياسية تعود الى الأحزاب السياسية ، مسجلة أنه لا يمكن فصل المطالب الاجتماعية والاقتصادية عن السياسية، لاسيما تلك المعبر عنها من طرف حركة 20 فبراير. أما أنس الدكالي عن حزب التقدم والاشتراكية، فقد أشار إلى أن العمل السياسي بعد الحصول على الاستقلال مر من ثلاثة مراحل، هي القمع والتهميش والبلقنة ، الأمر الذي ساهم في نقص اهتمام الشباب بالحياة السياسية. ولاحظ في سياق آخر، أن الأحزاب السياسية ليست قادرة على إفراز نخبة جديدة بدءا من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى نوع من التردد في تنزيل الدستور الجديد. أما رئيس معهد (أماديوس) إبراهيم الفاسي الفهري، فقد أكد أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة سيكون عنصرا حاسما لقياس درجة اهتمام الشباب بالحياة السياسية، مضيفا أن المعهد يتابع باهتمام بالغ الإجراءات المتخذة من طرف الأحزاب السياسية من أجل تحفيز انبثاق نخبة سياسية جديدة.