عبرت فرق بمجلس النواب، اليوم الخميس، عن ارتياحها لمشروع القانون المتعلق بتحديد اللوائح الانتخابية العامة وضبطها بعد معالجتها بواسطة الحاسوب، معتبرة أن المشروع جاء بعدد من المستجدات التي من شأنها تحصين العملية الانتخابية وضمان نزاهتها. بالمقابل، لم تخف بعض الفرق تخوفاتها من استمرار الممارسات التي تهدد مصداقية الانتخابات، داعية السلطات القضائية والإدارية إلى مزيد من اليقظة والحزم للتصدي للمتلاعبين بإرادة المواطنين. جاء ذلك، خلال مناقشة مشروع القانون المتعلق بتحديد اللوائح الانتخابية العامة وضبطها بعد معالجتها بواسطة الحاسوب أمام لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية. ونوه السيد محمد الأعرج، عن فريق الأصالة والمعاصرة بمشروع القانون المتعلق بتحديد اللوائح الانتخابية والذي جاء بعدد من المقتضيات الجديدة على رأسها إسناد الإشراف على هذه العملية، في كل جماعة أو مقاطعة، إلى لجنة إدارية يرأسها قاض، وتبسيط مسطرة التسجيل لفائدة المعنيين بالأمر، واعتماد البطاقة الوطنية كوثيقة إثبات. وأكد السيد وديع بنعبد الله عن فريق التجمع الدستوري الموحد بدوره على أهمية هذا المشروع منوها بالمقاربة التشاورية التي اعتمدتها وزارة الداخلية مع كافة الأحزاب السياسية. غير أن السيد أحمد الزايدي، رئيس الفريق الاشتراكي، الذي يرى أن " أصل الاختلالات الانتخابية تكمن في اللوائح "، فقد أكد على أن " التجارب السابقة أثبتت على أن القانون وحده لا يكفي"، مشددا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لتحصين العملية الانتخابية، والضرب على أيدي المفسدين لإبعاد كل ما يمكن أن يسيء لعملية الانتخابات. وحث في هذا الصدد، على ضرورة تفعيل القانون واتخاذ إجراءات صارمة تظهر للجميع الإرادة القوية في القطع مع الممارسات التي كانت تشوب العملية الانتخابية في الماضي. من جانبه، يرى السيد عبد الله بوانو من فريق العدالة والتنمية أن " المعطيات المتوفرة، توحي بأن الانتخابات المقبلة لن تكون نزيهة ". ودعا في هذا الإطار إلى وضع هيئة تشرف على الانتخابات، كما انتقد الإعلام العمومي الذي لا زال "منغلقا"، حسب رأيه، مشددا على ضرورة انفتاحه على جميع التيارات السياسية والفكرية. ويهدف مشروع القانون المتعلق بتحديد اللوائح الانتخابية العامة وضبطها بعد معالجتها، الذي قدمه وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي بداية هذا الاجتماع، إلى تنظيم عملية تجديد اللوائح الانتخابية الحالية، من خلال فحصها وتسجيل الأشخاص المتوفرة فيهم الشروط القانونية وغير المسجلين فيها، وحصر اللوائح التي وقع تجديدها، وضبط اللوائح الانتخابية بعد معالجتها معلوماتيا. ويشكل هذا المشروع مدخلا لمشاريع القوانين المنظمة للانتخابات التشريعية المقبلة، وهو أول مشروع يعرض على البرلمان وفق المسطرة التشريعية التي نص عليها الدستور الجديد.