نظم حزب التقدم والاشتراكية، مساء أمس الاثنين بالرباط، حفل تكريم للفنان أحمد الطيب لعلج اعترافا بما قدمه من إبداعات في مختلف المجالات الفنية وخاصة المسرح. وتميز هذا الحفل بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين، الذين أكدوا أن المحتفى به "هرم ثقافي" أبدع في مختلف مجالات الفن، معتبرين العلج واضع "اللبنات الأساسية للكتابة الدرامية المغربية بالدارجة". وأدى فنانون، رفقة فرقة "ربيع الفن" برئاسة الملحن أحمد العلوي، مقطوعات غنائية تحمل بصمات المحتفى به الذي أبدع كلماتها. وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمين العام للحزب، السيد نبيل بنعبد الله، إن مبادرة تكريم الفنان أحمد الطيب لعلج مناسبة للاعتراف بنضاله في المجال الفني لأزيد من نصف قرن. وبعد أن أكد أن هذا التكريم يدل على اهتمام الحزب بالمجال الفني، قال السيد بنعبد الله إن شهر رمضان الأبرك مناسبة مواتية لمثل هذا التكريم، معربا عن أمله في أن يكون هذا الحفل حلقة في سلسلة تكريمات لأهل الفن بالمغرب. من جانبه، قال عضو الديوان السياسي لحزب لتقدم والاشتراكية السيد خالد الناصري إن تكريم أحمد الطيب لعلج هو تكريم لرجال ونساء الفن، من مبدعين وشعراء وملحنين ومغنين وكتاب كلمات ومسرحيين، وكذا للإعلاميين. وذكر السيد الناصري بشهادة نقلا عن الراحل علي عيتة، مؤسس الحزب، التي أكد فيها أن لعلج، وقبل أن يكون فنانا وهرما ثقافيا، فهو "وطني كبير تجري الوطنية في عروقه". وفي هذا الصدد، قال السيد الناصري إن المغرب، الذي يمر بمفترق طرق، في حاجة إلى فنانينه وإلى الجميع، كل من موقعه، الاجتماعي، والمهني، والسياسي، والشخصي ليربح، مع قواه الديموقراطية الحية، رهان الانتقال إلى الديموقراطية حتى يظل منارة في العالم العربي. أما الملحن أحمد العلوي، رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية، فذكر بجميل هذا الفنان الكبير على الأغنية المغربية، مشيرا إلى أن "ثلثي الأغاني المغربية التي تزخر بها الإذاعة الوطنية هي من كلمات أحمد الطيب لعلج" الذي انتصر للدارجة المغربية باعتمادها في جل كتاباته. واكتسى هذا الحفل استثنائيته بإلقاء المحتفى به لقصيدتين بأداء مسرحي تفاعل معه الحاضرون. وقد بصم أحمد الطيب العلج، المزداد سنة 1928 بمدينة فاس، المسرح المغربي ببصماته سواء عبر الاقتباس من التجارب الأجنبية واستثمار التراث المغربي والحكايات الشعبية لإبداع نصوص مستحدثة. كما ألف واقتبس مجموعة من النصوص المسرحية وكتب كلمات أغاني خالدة أداها نجوم الغناء المغربي.