أجمعت ردود الفعل الدولية إزاء التطور السريع للاحداث في ليبيا أن السقوط المدوي لطرابلس في أيدي الثوار أظهر أن نهاية النظام الليبي باتت وشيكة رغم استمرار بعض جيوب المقاومة في العاصمة الليبية، داعية العقيد معمر القذافي الى التسليم بهزيمته وتجنيب البلاد إراقة المزيد من الدماء. وفي هذا الصدد قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الليلة الماضية "إن الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللاعودة، وطرابلس تتحرر من قبضة الطاغية". وأضاف أوباما "على القذافي ان يدرك حقيقة انه لم يعد يسيطر على ليبيا.. عليه ان يتخلى عن السلطة لمرة واحدة واخيرة"، غير أنه دعا ايضا الثوار الذين دخلوا طرابلس الى احترام حقوق الانسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدما باتجاه الديموقراطية على ان تكون "عادلة وتشمل كل الشعب الليبي". وبدورها اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "نهاية نظام القذافي تقترب" داعية الزعيم الليبي الى مغادرة السلطة "فورا" وحثت الثوار على التحلي بضبط النفس. وقالت المسؤولة الاوروبية في بيان اليوم الاثنين "اننا نشهد نهاية نظام القذافي" مضيفة "ادعو القذافي الى مغادرة السلطة فورا وتجنب مزيدا من سفك الدماء". ومن جهته صرح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني صباح اليوم الاثنين ان نظام العقيد الليبي معمر القذافي لم يعد يسيطر "على اكثر من 10 بالمئة الى 15 بالمئة" من طرابلس. وقال فراتيني "شهدنا خلال الساعات الاخيرة تعزيز المعارضة لتقدمها وبامكاننا القول ان النظام لم يعد يسيطر في الوقت الراهن على اكثر من 10 بالمائة الى 15 بالمائة من المدينة". واكد فراتيني ايضا استبعاد خيار رحيل القذافي عن البلاد وانه بات واجبا مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فحث القذافي في بيان أصدره أمس على "تجنيب شعبه معاناة جديدة غير مجدية من خلال تخليه بدون تاخير عما بقي له من سلطة" مضيفا ان "النهاية لم تعد الان موضع شك". ورحبت فرنسا مرة أخرى اليوم الاثنين "بما بات شبه مؤكد من هزيمة نظام معمر القذافي"، مقترحة عقد قمة لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا لتنسيق الموقف من الصراع. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه خلال مؤتمر صحفي في باريس، "وصلنا إلى نقطة الحسم، مما يحمل على الارتياح الشديد. لقد جازفت فرنسا بشكل محسوب، ولكن القضية كانت عادلة". وأضاف أن فرنسا "اقترحت اجتماعا استثنائيا لمجموعة الاتصال على أعلى مستوى اعتبارا من الأسبوع المقبل في باريس"، داعيا في الآن ذاته من تبقى من أنصار القذافي إلقاء سلاحهم وحذرهم بالقول إن "أيام النظام معدودة". ونفت مايتي نوانا ماشاباني وزيرة خارجية جنوب افريقيا الاثنين ان تكون بلادها ارسلت طائرات الى ليبيا لاخراج معمر القذافي منها، داعية المتمردين الى فتح "حوار سياسي بين الليبيين". واضافت "مع السقوط الوشيك لحكم العقيد القذافي نحث السلطات الانتقالية في طرابلس على البدء فورا بحوار سياسي يشمل كافة الاطراف الليبية وتأسيس سلطة ممثلة لكافة اطياف الشعب الليبي". وتابعت ان لجنة الاتحاد الافريقي المعنية بالشأن الليبي ستجتمع الخميس لبحث الوضع في ليبيا بينما يجتمع مجلس الاتحاد الافريقي للسلام والامن الجمعة". وقالت ان "خارطة الطريق" التي وضعها الاتحاد الافريقي مازالت سارية. اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) قسطنطين كوساتشوف اليوم الاثنين ان الوضع وصل الى نقطة اللاعودة بالنسبة للقذافي، داعيا الرئيس العقيد معمر القذافي الى الاعتراف بهزيمته فورا. واوضح انه اذا تم النظر الى الأحداث في ليبيا، فمن الواضح ان الوضع وصل الى نقطة اللاعودة بالنسبة للقذافي، وانه لا يملك امكانيات للسيطرة على الوضع حتى في طرابلس، معتبرا ان على القذافي ان "يعترف بهزيمته وان يخضع لإرادة الشعب الليبي". وأعرب كوساتشوف عن أمله في" الا يلجأ القذافي الى خطوات متهورة من اجل الحفاظ على سلطته"، مشيرا الى ان "هذا الامر من شأنه ان يؤدي الى المزيد من إراقة الدماء ". وكانت الحكومة البريطانية قد اعتبرت في بيان أصدرته مساء أمس الاحد ان نهاية معمر القذافي أصبحت "قريبة" بعد دخول الثوار الى طرابلس، كما قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجازته وعاد إلى لندن لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن القومي، سيخصص لتدارس تطوراث الاحداث في ليبيا.