أكد مشاركون في ندوة فكرية نظمت مساء أمس الخميس بالرباط على أهمية الدينامية والتحولات التي يشهدها المغرب، داعين الى ضرورة استيعاب دلالاتها، والتعامل الإيجابي معها من أجل تعميق وتفعيل الإصلاحات التي تضمنها الدستور الجديد. وفي هذا الصدد أوضح السيد التهامي الخياري الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية، خلال هذه الندوة التي نظمها الحزب حول موضوع "المغرب في ظل دستور 2011"، أن الحركية المجتمعية التي يشهدها المغرب "لم تأت من فراغ بل تشكل امتدادا طبيعيا لتراكمات مطلبية وتعميقا لمسار سياسي طويل وتفاعلا مع محيط اقليمي ووطني متحرك". وبعد أن جدد التأكيد على أهمية مضامين الدستور الجديد، دعا إلى تنزيل وتفعيل تلك المضامين على أرض الواقع، والانكباب على أوراش الإصلاح السياسي، وكذا القيام باصلاحات أخرى تشمل باقي الميادين في مناخ يطبعه الاستقرار وروح التوافق. وأبرز أهمية "محاربة الفساد وتأهيل الأحزاب السياسية، والتأهيل الاجتماعي والاقتصادي وتطوير أسس تنمية بشرية قوية وفعالة" . ومن جهته قال الأستاذ محمد سبيلا إن "تجديد الحقل السياسي والمؤسساتي رهين باعتماد ثقافة سياسية حداثية باعتبارها رافعة" لتأهيل الهيئات السياسية. واعتبر أن الأحزاب السياسية " لا تولي المسألة الثقافية الأهمية التي تستحقها، وتتعامل بشكل مناسباتي وموسمي معها " ملاحظا أن تنزيل مقتضيات الدستور الجديد يقتضي تجديد النخب السياسية وتأهيل الحقل السياسي. وتوقف الباحث عبد الرحيم العطري - من جانبه - عند الدلالات الاجتماعية للدينامية التي يعرفها المغرب والتي تميزت، على الخصوص، ب"خطاب سياسي يمتح من قاموس جديد، وبحضور الشباب بشكل لافت"، داعيا إلى التعامل الإيجابي مع هذه الدينامية من خلال العمل على تجديد النخب وتطوير البنيات السياسية والثقافية والاجتماعية.