أكد السيد عبد السلام المصباحي، كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية، مساء اليوم الاثنين بالقنيطرة، على ضرورة اعتماد مقاربة تعاقدية مع جميع الأطراف المعنية بالمشاريع الحضرية من أجل تسريع وتيرة الانتقال من مرحلة الدراسة إلى مرحلة التفعيل والإنجاز. ونوه السيد المصباحي، خلال ترؤسه أشغال الدورة التاسعة للمجلس الإداري للوكالة الحضرية القنيطرة - سيدي قاسم، بالعمل الذي تقوم به الوكالة من أجل مواكبة التطور العمراني والحضري على مستوى جهة الغرب الشراردة بني أحسن.
واعتبر أن من شأن العمل الذي أنجزته الوكالة الحضرية أن يعزز التوجه الرامي إلى جعل جهة الغرب الشراردة بني احسن قطبا تنمويا منافسا للأقطاب الأخرى، منوها في هذا السياق بالعمل الجيد الذي تم تحقيقه في مجال تغطية مدن الجهة بوثائق التعمير.
ودعا السيد المصباحي إلى بذل مجهودات مضاعفة لكي تشمل هذه الوثائق المراكز القروية، مشددا على ضرورة زيادة وتيرة تدخل الوكالة بالوسط القروي من أجل تحديد وترتيب وتأهيل المراكز القروية والبحث عن إمكانية النهوض بالعالم القروي من خلال البحث عن مشاريع تنموية يمكن تنفيذها.
واعتبر أن الوكالات الحضرية، أضحت تلعب اليوم أدوارا جديدة، حيث أصبحت مطالبة بالاضطلاع بدورها في مجال التنمية المجالية المستدامة وإنجاز مشاريع ذات استثمارات كبرى إلى جانب القيام بدورها في مجال إعداد الوثائق.
ومن جانبه أشار والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة، السيد عبد اللطيف بنشريفة، إلى الدور الهام الذي تضطلع به الوكالات الحضرية باعتبارها فاعلا أساسيا في مجال التعمير والتنمية.
وأكد أن هذا اللقاء يعد محطة أساسية للقيام بالتخطيط الاستراتيجي والمستقبلي للجهة، مبرزا أن قطاع التعمير يعد في صميم إشكالية التنمية وحركية المغرب الحديث.
ومن جهتها قدمت مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة - سيدي قاسم، السيدة مريم بلحسين، عرضا حول أنشطة الوكالة خلال التسعة الأشهر الأولى من سنة 2009 وكذا برنامج عملها خلال الفترة ما بين 2010-2012.
وأشارت السيدة بلحسين بهذا الخصوص إلى أن سنة 2009 تميزت بقيام الوكالة الحضرية بالمصادقة على 53 وثيقة تعميرية، مبرزة أن إنجاز هذه الوثائق مكن من بلوغ نسبة تغطية تقارب 86 في المائة من مجموع تراب جهة الغرب الشراردة بني احسن.
كما عملت الوكالة خلال التسعة أشهر من السنة الجارية على دراسة 4987 ملفا للبناء والتجزئة، في إطار الشباك الوحيد، في مقابل دراسة 4629 ملفا سنة 2008 وهو ما يمثل زيادة بنسبة 7ر7 في المائة.
وتتوزع هذه الملفات ما بين 424 ملفا يشمل المشاريع الكبرى و4563 ملفا تهم المشاريع الصغرى.
وأوضحت السيدة بلحسين أن هذه الزيادة في المشاريع المدروسة مرده الارتفاع الهام الذي عرفته طلبات البناء بالوسط القروي بإقليمالقنيطرة وكذا بالوسط الحضري بإقليمسيدي قاسم والتي ارتفعت على التوالي بحوالي 42 في المائة و21 في المائة مقارنة مع ما تم تسجيله خلال نفس الفترة من سنة 2008.
كما قدمت مديرة الوكالة لمحة عن الأوراش الكبرى، التي باشرتها المؤسسة خلال السنة الجارية والمتمثلة على الخصوص في توفير المساعدة التقنية والهندسية لإعادة إيواء منكوبي الفيضانات والمشروع الحضري لمدينة القنيطرة والمساهمة في تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمشاركة في إنجاز البرنامج الوطني "مدن بدون صفيح".
وعلى إثر الفيضانات الأخيرة التي عرفتها جهة الغرب الشراردة بني احسن، أوضحت السيدة بلحسين، أن الوكالة قامت بإعداد "أطلس" خاص بأحياء السكن غير اللائق يتألف من 61 خريطة جماعية لكافة الجماعات القروية للجهة بهدف ضمان توفر كافة المتدخلين على مرجع أساسي يعتمد في التدخل في المناطق المتضررة من الفيضانات كبنك للمعلومات يتم استغلالها خلال إنجاز الدراسات المبرمجة مستقبلا.
كما قدمت مديرة الوكالة الحضرية الخطوط العريضة لبرنامج عمل الوكالة برسم الفترة ما بين 2010-2012 والذي يرتكز بالخصوص على تحيين دراسات وثائق التعمير وإعداد دراسات تصاميم تهيئة جديدة وتتبع إعداد وثائق التعمير قيد الدراسة.
أما فيما يخص برنامج العمل خلال الفترة 2011 و2012 ، فإن الوكالة ستعمل على تحيين الدراسات المصادق عليها واستكمال تغطية جماعات الجهة بوثائق التعمير. كما تعتزم الوكالة خلال هذه الفترة القيام بإعداد مخطط إنقاذ وتثمين الموقع الطبيعي لمحمية سيدي بوغابة وإعداد الميثاق المحلي للبيئة والتنمية المستدامة لمدينة القنيطرة وإعداد مشروع تهيئة ضفتي وادي سبو بمدينة القنيطرة وإعداد المشروع الحضري لمدينة سيدي قاسم.
وقد صادق المجلس الإداري للوكالة الحضرية القنيطرة - سيدي قاسم، خلال هذه الدورة، على محضر الدورة الثامنة للمجلس الإداري للوكالة والتقريرين الأدبي والمالي، كما صادق على توصيتين تهمان استخلاص مستحقات الوكالة الحضرية من شركة العمران ومشروع بناء مقر الوكالة الحضرية القنيطرة - سيدي قاسم.