دعا المشاركون في الملتقى الدولي للإعلان عن اليوم العالمي لنصرة القدس الشريف وفلسطين إلى تظافر الجهود الحكومية والأهلية من أجل وضع حد للممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس وبحث المخاطر التي تتعرض لها. وحذر المشاركون في الملتقى، الذي اختتمت أشغاله مساء أمس الجمعة بالقاهرة بمشاركة وفد مغربي هام، من اقتصار دعم القدس على الشجب والاستنكار لما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ومن عدم التزام الحكومات العربية بتقديم الدعم اللازم للفلسطينيين لمقاومة محاولات الاحتلال طمس المعالم الاسلامية والتاريخية بالأراضي العربية المحتلة. وطالب المتدخلون في اللقاء، الذي نظم بمبادرة من مؤسسة المؤتمر العام لنصرة القدس التي يرأسها سعيد خالد الحسن أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، بتوحيد جهود مختلف المتدخلين والفاعلين من أجل مساعدة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وذلك من خلال تقديم الدعم اللازم لصمود أهل القدس الذين يتعرضون لسحب هوياتهم وهدم منازلهم وحصار شبابهم بمنعهم من العمل. وخلال الملتقى، ذكر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني سليم الزعنون باستمرار الاحتلال في سياساته التهويدية في القدس حيث قام مؤخرا بتهويد منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد وتحويل المناطق المحيطة به وبالبلدة القديمة الى حدائق توراتية، محذرا من أنه باتباع هذه السياسة وبالمستوطنات والجدار العنصري الفاصل سيتم عزل القدس تماما عن بقية مدن وقرى فلسطين. وحول التحرك الفلسطيني القادم نحو الأممالمتحدة وتعنت إسرائيل واصرارها على الاستمرار بسياسة بناء المستوطنات وتوقف المفاوضات، قال الزعنون إن "القيادة الفلسطينية ستجد نفسها مضطرة للذهاب الى الأممالمتحدة في شتنبر المقبل لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يوينو 1967 ، بسبب غياب شريك حقيقي للسلام". وقد ضم الوفد المغربي الذي شارك في المؤتمر السيد محمد بنجلون الاندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني والاستاذ محمد بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية وكلا من عادل الموساوي وجواد النوحي على التوالي استاذي العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي وعبد القادر عمارة برلماني من حزب العدالة والتنمية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح السيد سمير بودينار أن الظرفية التي يمر بها العالم العربي تفرض تنسيقا في الجهود بين منظمات المجتمع المدني والحكومات والمنظمات المختصة لمواجهة المخططات الاسرائيلية في القدس، مؤكدا أنه لا يمكن التعامل مع مثل هذه القضايا الكبرى إلا بالتعاون خاصة بين منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس والحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني. وتابع أن أشغال المنتدى توزعت على أربع لجن، ناقشت الاولى، وهي اللجنة القانونية، الاجراءات والمساطر القانونية لعودة فلسطينيي الشتات والمساعدة القانونية لذوي الأملاك في الداخل والمتابعة القانونية لمرتكبي جرائم الحرب في حق الفلسطينيين، بينما اهتمت اللجنة الثانية بالشق الاقتصادي والاجتماعي من خلال بحث امكانية تقديم الدعم المادي لفلسطينيي الداخل، مبرزا أنه تمت في هذا الصدد الاشادة بما تقوم به لجنة القدس من دعم يشمل مختلف القطاعات لفائدة الفلسطينيين. وأشار السيد بودينار الى أن اللجنة الثالثة اهتمت بالجانب الإعلامي ودعت الى القيام بحملة اعلامية على نطاق واسع مع التركيز على وسائط الاتصال الجديدة التي اثبتت فعاليتها أخيرا مثل شبكات التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني، موضحا أنه يتعين تبني خطاب اعلامي محترف يحمل القضية ويعرف بها دون ايحاءات ايديولوجية قد تضر بها. أما لجنة العمل الرابعة فهي لجنة العمل الجماهيري والتي تحاول تشبيك وتنسيق جهود مختلف المنظمات التي تعنى بالقضية الفلسطينية للقيام بمبادرات دولية متزامنة وهادفة تطلع مختلف شعوب العالم على حقيقة ما يجري داخل فلسطين. يذكر أن الملتقى الدولي لنصرة القدس نظم برعاية مشيخة الازهر الشريف وشارك فيه رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، وإكمال الدين اوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعدد من القيادات الدينية والشخصيات الإسلامية والفلسطينية المؤثرة.