وقعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وجمعية فرحات حشاد للدراسات التاريخية والبحوث الاجتماعية، اليوم الأربعاء بالرباط، اتفاقية شراكة وتعاون تتعلق بصيانة الذاكرة التاريخية المشتركة للبلدين والاقطار المغاربية. ويسعى الطرفان بموجب هذه الاتفاقية، الى تمتين وتجسيرعلاقات التعاون والعمل المشترك في المجالات ذات الاهتمام المشترك وتحقيق التقارب والتآخي والتضامن بين أبناء وذوي حقوق الشهداء وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في تونس والمغرب على الخصوص، وفي الأقطار المغاربية على العموم. وتنص الاتفاقية التي وقعها المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،السيد مصطفى الكتيري، ورئيس جمعية فرحات حشاد للدراسات التاريخية والبحوث الاجتماعية، السيد نور الدين حشاد، على تبادل المعطيات والمعلومات والخبرات ذات الصلة بثقافة المقاومة والفداء والحركات التحريرية والذاكرة التاريخية المشتركة بين الاقطار المغاربية إبان فترة الكفاح الوطني ضد الاحتلال الاجنبي والاستعمار. كما تشمل الاتفاقية التي أبرمت بحضور أعضاء المجلس الوطني لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ، ورئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، السيد عبد الكريم الزرقطوني، التنسيق في القضايا والشؤون التي تهم المنتمين لكلتي الهيئتين المشرفتين على ابناء الشهداء وقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، وتنظيم الزيارات للوفود لحضور المناسبات الوطنية ومراسم احياء الذكريات التاريخية المخلدة لاحداث واعلام الكفاح الوطني والمقاومة. وبمقتضى الاتفاقية يعتزم الطرفان اقامة رواق بفضاء المتحف الجهوي للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالدار البيضاء الجاري بناؤه ، حيث سيخصص للمسار النضالي للشهيد التونسي والمغاربي فرحات حشاد في كل واجهات العمل السياسي والنقابي في ابعاده الوطنية والمغاربية والعربية والافريقية والعالمية. وتتعهد جمعية فرحات حشاد للدراسات التاريخية والبحوث الاجتماعية من جهتها بتزويد الرواق الحامل لاسم الشهيد فرحات حشاد، بمعروضات متحفية من وثائق ومستندات تاريخية وتسجيلات سمعية بصرية من تاريخ هذا المناضل التونسي الكبير. كما يلتزم الطرفان بتنظيم انشطة مشتركة من ندوات وايام دراسية وبرامج اعلامية للتعريف بالذاكرة التاريخية المشتركة التونسية -المغربية والمغاربية، وابراز امجاد الكفاح الوطني والمغاربي ، والتذكير برموز واعلام حركات المقاومة والتحرير لاقطار المغرب العربي الكبير. كما يتعهد الطرفان باعداد وانجاز إصدارات ومؤلفات ذات صبغة تاريخية وهوية مغاربية وترويجها في صفوف الشباب والناشئة والأجيال الجديدة والعمل على اعتمادها في المؤسسات التعليمية والجامعية والتكوينية وفي الهيئات الشبابية والجمعوية ونتظمات المجتمع المدني في كل الاقطار المغاربية. وقال السيد الكتيري في كلمة بالمناسبة ان هذ اللقاء ، الذي يصادف اليوم الوطني للمقاومة (18 يونيو)، يشكل لحظة مهمة بالنسبة للذاكرة المشتركة المغاربية كما يتزامن مع واراش الاصلاحات الكبرى التي يشهدها المغرب وأبرزها مشروع الدستور الجديد. ومن جهته اكد السيد نور الدين حشاد، على اهمية هذه الاتفاقية التي ستعمل على ابراز مختلف جوانب الكفاح في المنطقة المغاربية وتلقين مضامينها للاجيال القادمة مما يضمن صيانة التاريخ النضال المغاربي. من جهة أخرى ،أشاد السيد حشاد بالاصلاحات الكبرى التي يباشرها المغرب والتي تقف وراءها "ملكية مجاهدة تعمل بهدوء" .