تحل مدينة فاس، رمز ومهد العلاقات العريقة بين المغرب والسنغال، ضيفة على العاصمة السنغالية دكار لتعرض مختلف أوجه التراث المغربي، وذلك خلال أسبوع الثقافة والطبخ المغربي بدكار. وانطلق الأسبوع المغربي، الذي تنظمه الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وسفارة المغرب بدكار والمجلس الجهوي للسياحة بفاس، مساء أمس الخميس، بحفل استقبال احتضنه فضاء "ميريديان بريزيدون" بدكار، عرف حضورا هاما للاحتفاء بالصداقة المغربية السنغالية في أجواء بهيجة. و شكل الحفل مناسبة للاستمتاع بالموسيقى التقليدية والأطباق اللذيذة التي يزخر بها المطبخ المغربي في أجواء ساحرة ساهم في إضفاء جمالية عليها حضور عدد من الفنانين والصناع التقليديين المغاربة. كما كان الحفل، الذي أشاد الحضور بجمالية أجوائه، من شخصيات سنغالية ومغاربة مقيمين بالسنغال وكذا أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين بدكار، مناسبة أخرى لتقديم شهادات عن الصداقة بين الشعبين الشقيقين، وإدماج البعد الثقافي خدمة لتعزيز هذه الروابط العريقة. وذكر سفير المغرب بدكار السيد الطالب برادة بمختلف مناحي التعاون بين البلدين، والطموح من أجل المضي قدما في هذا التعاون في إطار فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا، الذي يضم ثمانية بلدان من غرب إفريقيا بينها السنغال، مشددا على الحاجة إلى إدراج وتعزيز دور الثقافة في تقوية الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين. ويقدم برنامج هذا الأسبوع الثقافي عددا من الفرص للقاء الحميمي في أجواء موسيقية تبهر الأحاسيس، فإلى جانب السهرات الموسيقية، تتضمن هذه التظاهرة عروضا للأزياء تحتفي على الخصوص بالقفطان المغربي، ومعارض للصناعة التقليدية لإبراز الخبرة والمهارة التي يتميز بها الصانع التقليدي المغربي، إلى جانب تذوق الأطباق المغربية التقليدية، وكذا عرض أفلام للتعريف بدينامية السينما المغربية التي حققت هذه السنة إنجازا كبيرا على مستوى القارة الإفريقية بتتويج الفيلم المغربي "براق" بالجائزة الكبرى للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو. وخلال تقديم برنامج هذا الأسبوع الثقافي، أشار نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس، أحمد السنتيسي، إلى أهمية السياحة الدينية بالعاصمة العلمية للمملكة، من خلال برمجة " مشروع زيارة "، ويتعلق الأمر بعرض خاص بأثمنة مناسبة يوجه لحجاج الزاوية التجانية بالسنغال وببلدان أخرى، الذين يحجون سنويا بالآلاف إلى ضريح مؤسس الطريقة التجانية سيدي أحمد التجاني ( 1150 ? 1230 ه`). وأوضح أن العرض الذي يشمل إيواء أتباع الطريقة التجانية لدى السكان المجاورين للضريح بالمدينة العتيقة لفاس قد أصبح عمليا منذ 18 شهرا، حيث يستقبل حوالي 40 منزلا ضيوف الزاوية التجانية بمبلغ رمزي يبلغ 100 درهم لليلة. كما سيشكل الأسبوع الثقافي لمدينة فاسبدكار، يضيف المسؤول، مناسبة لربط الاتصالات مع الوكالات ومتعهدي الأسفار السنغاليين للترويج لهذه الوجهة الواعدة بالنظر للمهؤلات التي تقدر بملايين من أتباع الطريقة التجانية بالسنغال وعدد من بلدان منطقة غرب إفريقيا. وأضاف أنه النقل الجوي يظل المسألة الوحيد التي يتعين تسويتها على مستوى الخط الجوي الرابط بين دكار والدار البيضاء، من خلال إيجاد تعريفات مناسبة كفيلة بتشجيع تدفق هذا النوع من السياحة التي تلائم جوهر فاس، العاصمة الروحية للمملكة. من جهته، تطرق السيد برادة إلى تميز العلاقات بين البلدين، مسجلا أن السنغال تعد الوجهة الأولى للاستثمارات المغربية في الخارج منذ 2008. ويذكر أن التعاون بين البلدين قد شمل كافة قطاعات الاقتصاد السنغالي، خاصة الفلاحة ومكافحة الجراد وبرنامج الأمطار الصناعية "غيث " وتطوير شبكة الكهرباء والمالية والتكوين من خلال حضور قوي للطلبة السنغاليين بالمدارس والجامعات المغربية. وأكد أن هناك إرادة قوية للإبقاء على هذا التعاون وتطويره أكثر، مسجلا أن المغرب يأمل في دعم السنغال لإنجاح مسلسل المفاوضات القائم من أجل اتفاق بين المغرب وفضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا. وأكد منظمو الأسبوع الثقافي المغربي بدكار، بهذه المناسبة إرادة الشركاء الانخراط في إطار استمرارية هذه التظاهرة الثقافية من خلال التخطيط لتنظيم دورة ثانية.