دعا المشاركون في الدورة الثانية من المنتدى الاقتصادي لجهة طنجة تطوان، المنعقد أمس الخميس بمدينة العرائش، إلى ملاءمة العرض التكويني مع الحاجات المتنامية للوجستيك، من أجل مواكبة نمو هذا القطاع على المستويين الوطني والجهوي. وأكد الباحثون والجامعيون المشاركون في المنتدى، الذي نظمته الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش بتعاون مع جامعة فرساي بفرنسا، على أن عدد المسالك الدراسية وكذا عدد الخريجين لا يزال دون انتظارات المقاولات العاملة في القطاع. بهذا الصدد، أبرز رئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة أمزيان، أن جهة طنجة تطوان تسجل أقوى معدل نمو اقتصادي على المستوى الوطني بفضل إقامة مجموعة من مشاريع النقل واللوجستيك الكبرى، خصوصا المركب المينائي طنجة المتوسط، ما يبرز الحاجة إلى الأطر واليد العاملة المؤهلة. وأضاف أن الجامعة المغربية يتعين أن تواكب التوجهات الجديدة لسوق الشغل وتقبل على تقديم اقتراحات عروض تكوينية متخصصة وبجودة عالية تتوجه بالأساس نحو مهن الغد، كما هو شأن قطاع اللوجستيك والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال. وأوضح في هذا الصدد أن جامعة عبد المالك السعدي انخرطت في هذا المنحى منذ عدة سنين وتوجد حاليا على رأس قائمة الجامعات المغربية في مجال التكوينات المتعلقة بمهن اللوجستيك، وذلك عبر وضع تكوينين للحصول على دبلوم الماستر المتخصص، وتكوينين لفائدة المهندسين، وشهادة جامعية وإجازة مهنية، وهي الشعب التي يدرس بها نحو 364 طالب خلال الموسم الجامعي الحالي. بدوره، دعا المدير العام "للمعهد الدولي طنجة المتوسط" مصطفى بنونة، مؤسسات التكوين، العمومية والخاصة على السواء، إلى العمل على إقرار شعب تستجيب لحاجيات القطاعات الاقتصادية الواعدة ومواكبة أوراش التنمية والاستراتيجيات القطاعية التي أطلقها المغرب. كما أشار إلى النمو المطرد لحاجات قطاع اللوجستيك وأهمية تكوين الأطر والكفاءات من أجل بلوغ الأهداف المتعلقة بخفض كلفة العملية اللوجستيكية وضمان جودة وسرعة الخدمات، مع مراعاة ضرورة حماية البيئة ورفع أداء طرق المبادلات التجارية. كما تطرق المشاركون خلال هذا المنتدى، المنظم تحت شعار "الجامعة في مواجهة منطق الكفاءة بجهة طنجة تطوان: مهن وتكوينات حول وظيفة اللوجستيك"، إلى الاستراتيجية الوطنية للتنافسية اللوجستيكية بالمغرب وكذا العلاقات بين الوسطين الأكاديمي والمهني. وتميزت هذه الدورة من المنتدى بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ومندوبية الشغل بالعرائش والعديد من المعاهد ومؤسسات التكوين بالإقليم.