انطلقت اليوم الاثنين بجامعة القاضي عياض بمراكش أشغال المؤتمر المتوسطي الثاني للزواحف والبرمائيات،المنظم إلى غاية 27 ماي الجاري،بمبادرة من مختبر التنوع البيولوجي وديناميات النظم الايكولوجية التابع لكلية العلوم السملالية بالمدينة الحمراء. وتشكل هذه التظاهرة العلمية،التي يشارك فيها حوالي 140 من الباحثين والأكاديميين والمختصين يمثلون أزيد من 29 دولة،فرصة لمعرفة وتقييم الأعمال والبحوث التي تم إنجازها في ما يخص التنوع البيولوجي والنظم الايكولوجية فضلا عن تعزيز التعاون العلمي في هذا المجال. ويهدف هذا الملتقى العلمي،المنظم بشراكة مع الجمعية المغربية للزواحف والبرمائيات،إلى توفير منبر لمناقشة وتبادل المعلومات بين الباحثين والطلبة المهتمين بمختلف الجوانب المتعلقة بالتنوع البيولوجي والتراث الطبيعي. وأوضح رئيس جامعة القاضي عياض السيد عبد اللطيف ميراوي،خلال الجلسة الافتتاحية،أن تنظيم هذا المؤتمر العلمي بالمغرب يحمل أكثر من دلالة تتجلى أساسا في وعيه بأهمية التنوع البيولوجي في التنمية المستدامة،مشيرا إلى الاستراتيجية الوطنية من أجل الحفاظ على التراث البيولوجي المغربي. وأكد السيد ميراوي أن هذا المؤتمر،الذي يندرج في إطار السنة الدولية للتنوع البيولوجي،سيساهم في تقديم عناصر جديدة وأدلة علمية ستساعد على بلورة رؤية متماسكة من أجل الحفاظ على الزواحف والبرمائيات،وذلك من خلال وضع استراتيجية عامة بالمنطقة المتوسطية تعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي وتمتد من 2011 الى 2020. وأضاف أن تنوع الموضوعات البحثية التي تهم المحافظة على النظم الايكولوجية والتنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط،سيتم تقديمها من طرف علماء بارزين في هذا المجال من المغرب وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة. وبعد أن تطرق إلى انخراط المغرب في مشروع إصلاح المنظومة التربوية،أوضح السيد ميراوي أن المغرب يبذل منذ سنة 2003 مجهودات كبيرة لتحسين تعليم العلوم،مبرزا أن علم البيولوجيا الذي يعتبر محور جميع علوم الحياة يتطلب اهتماما خاصا من جميع أطراف المنظومة التعليمية لتطوير الهندسة الحيوية بالمغرب بحيث يجب إيلاء اهتمام خاص بجميع المبادرات الهادفة إلى تحسين نوعية وجودة تحصيل هذا العلم. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العلمية دراسة العديد من البحوث والمواضيع المرتبطة بالتنوع البيولوجي و التراث الطبيعي بالمغرب وباقي البلدان المتوسطية وكذا بالمنظومة الإيكولوجية بالعالم والتي تواجه تحديات كثيرة ومتنوعة تجعل قرابة مليوني نوع حيواني ونباتي مهدد بخطر الاندثار،خاصة بفعل التغيرات المناخية والتلوث الناتج عن المخلفات الصناعية،والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية. يشار إلى أن تنظيم هذا الحدث العلمي يدخل في إطار سياسة الانفتاح الجديدة التي تشهدها كلية العلوم السملالية بمراكش حيث تسعى من وراء ذلك الى خلق مجالات للالتقاء والتبادل بين الطلبة والباحثين والشركاء من داخل المغرب وخارجه.