افتتحت اليوم الجمعة بالقنيطرة أشغال ندوة وطنية حول "السياحة التضامنية والتنمية المستدامة"، تحتضنها جامعة ابن طفيل، على مدى يومين، بمشاركة أساتذة جامعيين ومهنيين في مجال السياحة. وأبرز عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية السيد عبد الحنين بلحاج، في افتتاح هذا اللقاء، أن السياحة أضحت اليوم نشاطا رئيسيا في الاقتصاد العالمي بتحقيقها لرقم معاملات يصل إلى 500 مليار دولار أي ما يعادل 12 بالمائة من الناتج الداخلي الخام العالمي. واعتبر أن هناك حاجة ماسة لخلق أشكال سياحية جديدة تتناسب مع الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية لدول الاستقبال وتندرج في إطار رؤية متقدمة للتنمية المستدامة. وأشار السيد بلحاج إلى أنه يتعين التفكير في تصور الأنشطة السياحية التي يتم اقتراحها على الصعيد المحلي، وتدبيرها بشكل يساهم بطريقة مباشرة في تحقيق التنمية المستدامة وللبنيات السكانية والمجالية لدور الاستقبال، كما يتعين رصد عائدات هذه الأنشطة السياحية من أجل توفير آفاق جديدة للتنمية وخلق مناصب الشغل بالجهات الفقيرة والمهمشة. ومن جهتها، أكدت السيدة مليكة المعقيلي منسقة الندوة، أن هذه التظاهرة، التي ينظمها مسلك الإجازة المهنية "التراث والسياحة" التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل، تهدف إلى تحسيس السلطات العمومية والجماعات المحلية بخصوصية السياحة التضامنية، وتبادل الآراء والتجارب حول رهانات السياحة التضامنية في إطار التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والفقر بالمغرب. كما يروم اللقاء، بحسب السيدة المعقيلي، إحداث لجنة تتولى تنظيم ورشة في أفق خلق شبكة وطنية والنهوض برؤية براغماتية لقطاع السياحة وبحث التطورات المختلفة في سبيل تحديد أمثل للاستراتيجيات الخاصة بالقطاع. ومن جانبه نوه السيد عزيز رباح رئيس مجلس الجماعة الحضرية للقنيطرة بالتوجه الجديد لجامعة ابن طفيل والذي يولي أهمية خاصة لقضايا المجتمع معتبرا أنه أضحى من الضروري إحداث منتوج سياحي جديد بديل منصف وتضامني يحترم البيئة والثقافة المحلية. وأكد في هذا السياق على أن الدول المتقدمة أضحت تبحث بدورها على تطوير أشكال سياحية تضامنية جديدة. ويناقش المشاركون في هذه الندوة، الإطار التشريعي والقانوني من أجل تنمية السياحة التضامنية، وتثمين التراث الوطني بواسطة السياحة التضامنية، والسياحة التضامنية ومحاربة الفقر. كما يتطرق المشاركون خلال هذه التظاهرة إلى السياحة التضامنية والمحافظة على الرابطات البيئية، والسياسات والاستراتيجيات الوطنية الداعمة، وتمويل المشاريع الخاصة بالسياحة التضامنية، والتحسيس والتكوين حول السياحة التضامنية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والسياحة التضامنية، والمجتمع المدني والسياحة التضامنية، والمرأة والسياحة التضامنية.