انعقد، اليوم الأربعاء بالرباط، الاجتماع الثامن لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة الشراكة من أجل التنمية، برئاسة الوزير الأول السيد عباس الفاسي. ويأتي هذا الاجتماع في إطار تفعيل ميثاق حساب تحدي الألفية-المغرب الموقع في 31 غشت 2007، تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس، والذي استفادت المملكة بموجبه من هبة قدرها 5ر697 مليون دولار قدمها الشعب الأمريكي عبر حكومة الولاياتالمتحدة، وبواسطة هيئة تحدي الألفية. وأوضح بلاغ للوزارة الأولى أن السيد الفاسي أكد في بداية الاجتماع، أنه بفضل المجهودات المبذولة من طرف الجميع، تم تخطي المرحلة الحرجة المتعلقة بالدراسات نظرا لخصوصية تركيبة برنامج تحدي الألفية ونوعية أنشطته، مما مكن من التوصل إلى مستوى لا بأس به من الالتزامات المالية. وأشار إلى أن الإنجازات المحققة شملت مختلف المشاريع المعتمدة في البرنامج، وأن المجالات الاجتماعية والبيئية وتلك المتعلقة بالصحة والسلامة والنوع، شكلت أولوية في تدبير المشاريع، فضلا عن اعتمادها للتوصيات المتعلقة بالتقييم البيئي والاجتماعي. وثمن السيد عباس الفاسي النتائج الإيجابية المحققة على أرض الواقع، مهيبا بوكالة الشراكة من أجل التنمية العمل على الرفع من نسبة الدفعات، وتكثيف الجهود لإتمام إنجاز المشاريع المبرمجة في حساب تحدي الألفية بالمغرب، مع الحرص على الجودة والمردودية الاجتماعية في كل الأعمال المنجزة. من جهته، قدم المدير العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية السيد مراد عبيد حصيلة عمل الثلاث أشهر الأولى برسم سنة 2011، وخطة العمل حتى متم السنة، مؤكدا ارتفاع الإلتزامات المالية للوكالة، إذ بلغت 6ر438 مليون دولار أمريكي، أي بنسبة 63 في المائة من الميزانية الإجمالية المرصودة للميثاق، والارتفاع الذي عرفته الدفعات إذ بلغت 3ر154 مليون دولار أي بنسبة 22 في المائة من الدفعات المزمع إنجازها. وبعدما وصف نتائج الوكالة بالإيجابية، أبرز السيد عبيد أن جميع أطراف برنامج حساب تحدي الألفية-المغرب تواصل الإشراف على الأشغال في الميدان بتوافق مباشر مع المستفيدين عبر ملاءمة أفضل سبل الإشراف على هذه المرحلة لتحقيق الأهداف المتوخاة. وتتلخص حصيلة العمل في غرس 40 ألف هكتار من الأشجار المثمرة من أصل 62 ألف هكتار المبرمجة، وتقدم أشغال البنيات التحتية الخاصة بالري بنسبة 45 في المائة وذلك على مستوى ستة مدارات. وبالنسبة لمشروع الصيد البحري التقليدي، أعطيت انطلاقة الأشغال لبناء نقطتين مهيأتين للتفريغ (سلا وتيفنيت)، وبنيات تحتية في ميناء طنطان، وسوقا لبيع السمك بالجملة ببني ملال. وبخصوص مشروع الصناعة التقليدية وفاسالمدينة، تم الإعلان عن الفائز بالمباراة الدولية للهندسة المعمارية من أجل تهيئة ساحة للا إيدونة بفاس، التي شارك فيها أزيد من 176 مهندسا يمثلون 47 جنسية، فضلا عن تكوين 2643 صانعا تقليديا في مجال الخزف بكل من فاس ومراكش. وعلى مستوى عملية محو الأمية الوظيفية والتكوين المهني في قطاعات الفلاحة، والصيد البحري، والصناعة التقليدية، يتم حاليا تكوين 10 آلاف و350 ألف مستفيد، تشكل النساء 63 في المائة منهم في 27 إقليما، في حين تم دفع الشطر الثالث بقيمة 6 ملايين دولار لفائدة مؤسسة "جيدة" للقروض الصغرى. حضر هذا الاجتماع على الخصوص، الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، والكتاب العامون للوزارة الأولى، ووزارة الداخلية، وقطاع الصناعة التقليدية، وقطاع الفلاحة، والمديرة المقيمة ممثلة هيئة تحدي الألفية بالمغرب، والمديرة العامة للوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، والمدير العام لوكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس، وممثلو جمعيات القروض الصغرى والمنظمات العاملة في القطاعات النسائية التي لها علاقة ببرامج ميثاق تحدي الألفية.