ترأس الوزير الأول السيد عباس الفاسي، يوم الاثنين 4 غشت 2008 بمقر الوزارة الأولى، الاجتماع الأول لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة الشراكة من أجل التنمية، الذي يعد بمثابة المجلس الإداري للمؤسسة. ويعطي هذا الاجتماع انطلاقة تفعيل ميثاق تحدي الألفية المبرم بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر هيئة تحدي الألفية، الموقع عليه أمام جلالة الملك يوم 31 غشت 2007. واعتبر السيد عباس الفاسي أن هذا الاختيار يؤكد أهمية الإصلاحات التي ينهجها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أيده الله ونصره، معربا عن شكره لحكومة وشعب الولاياتالمتحدةالأمريكية على هذه المبادرة ومشيدا بعمق ومتانة علاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تجمع بين البلدين. واستعرض السيد الوزير الأول المشاريع المندمجة والمتكاملة التي سيتم تمويلها في هذا الإطار والتي تهم: مشروع تحسين الإنتاجية الفلاحية بهدف إنعاش الزراعات الأقل استهلاكا للماء، عبر تنمية زراعة الأشجار المثمرة على مساحة 217 ألف هكتار بتمويل يصل إلى 300 مليون دولار؛ مشروع تأهيل قطاع الصيد التقليدي وذلك بتنمية البنيات التحتية للاستقبال عن طريق تهيئة 20 نقطة للإفراغ و13 ميناء وتشييد وتجديد 10 أسواق للبيع بالجملة وتحديث القوارب وإعادة تنظيم 200 بائع متجول إضافة إلى دعم تنمية البحث العلمي، وهو المشروع الذي سيكلف 120 مليون دولار وتستفيد منه ساكنة من حوالي 30 ألف صياد صغير؛ مشروع تطوير الصناعة التقليدية والمدينة العتيقة بفاس والذي يهدف تقوية العلاقات بين قطاعي الصناعة التقليدية والسياحة بتقييم التراث الثقافي والمعماري والبنيات التحتية التجارية لمدينة فاس. وسيكلف هذا المشروع 110 مليون دولار حيث يتوجه كذلك نحو عصرنة إنتاج الخزف بكل من فاس ومراكش والانتعاش الوطني والدولي للقطاع وتكوين 120 ألف شخص؛ مشروع دعم المقاولة الموجه لمواكبة 6.000 مقاول شاب في إطار برنامج مقاولتي، وكذا مقاولات ذات أنشطة مدرة للدخل مقبولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويرصد لهذا المشروع مبلغ 35 مليون دولار؛ مشروع دعم وتقوية المصالح المالية بمبلغ 50 مليون دولار، الذي سيوجه أساسا لإنعاش دور جمعيات القروض الصغرى لتحقيق استفادة أكثر من 4 ملايين مستفيد. وشدد السيد الوزير الأول على ضرورة تقيد وكالة الشراكة من أجل التنمية، التي تم إحداثها بموجب قانون، بمبادئ الحكامة الجيدة لبلورة المشاريع المسطرة بما يتطلبه ذلك من نجاعة وشفافية وفعالية. كما شدد السيد الوزير الأول على ضرورة مساندة ومساعدة المدير العام للوكالة والبرامج الذي يشرف عليها من طرف كل القطاعات والهيئات والمؤسسات المعنية وعلى ضرورة أخد عنصر الزمن بعين الاعتبار داعيا جميع المتدخلين للعمل على إنجاز المشاريع المبرمجة في آجالها المحددة وتجنب اللجوء إلى المساطر المعقدة و العمل على استثمار الاعتماد المرصود لهذه البرامج برمته وتنفيذه بكامله. وخلال هذا الاجتماع قدم السيد مراد عبيد المدير العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية عرضا مفصلا حول الأشواط التي قطعتها الوكالة في إطار مسلسل إرساء هياكلها، وكذا البرامج المسطرة في مختلف القطاعات التنموية. كما عرض على مصادقة مجلس التوجيه الاستراتيجي لائحة الاتفاقيات التي أبرمتها الوكالة منذ التوقيع على ميثاق تحدي الألفية في 31 غشت 2007. وبعد المصادقة على هذه الاتفاقيات قرر مجلس التوجيه الاستراتيجي إحداث لجنة للتوجيه الاستراتيجي تضم ممثلين عن القطاعات المعنية وتقوم بعقد اجتماعات دورية للسهر على تتبع تنفيذ المشاريع المبرمجة وقرارات مجلس التوجيه الاستراتيجي. حضر هذا الاجتماع السادة نزار بركة الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، وأنيس برو كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية، وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، ومديرة هيئة تحدي الألفية بالمغرب، والكتاب العامون للقطاعات الوزارية المعنية وممثلين عن كل من القطاع الخاص بالمغرب وجمعيات القروض الصغرى وعن المنظمات النسائية العاملة في القطاعات التي لها علاقة بالبرامج المسطرة.