رسمت أجساد أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مساء أمس الجمعة، لوحات فنية فوق ركح مسرح محمد الخامس للتعبير عن مشاعرها، حيث شكل هؤلاء الأطفال "سفراء" في تبليغ رسائل الحب والجمال. مشاهد أداها أطفال ينتمون إلى جمعيات من مختلف ربوع المملكة في العرض المسرحي "سفراء"، باعثين، من خلال حركات أجسادهم، برسائل صامتة إلى العالم، فحواها أن هذه الفئة قادرة على الإبداع والتواصل. "إن تجربة هذه المسرحية كانت فرصة ليقول هؤلاء الأطفال أنهم قادرون على الابداع والتفكير وممارسة مجموعة من الأنشطة والتواصل بطريقة عادية" تقول الشابة رقية مستعد من جمعية "بسمة للمعاقين ذهنيا" بمدينة فاس. وأضافت مستعد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القدرة على الإبداع كانت من أهم تيمات هذه المسرحية، من خلال رسائل الحب والجمال والمساواة والتعايش والوطنية، وذلك باستحضار النص ل`" أنا المتكلم" و"أنا المستمع" للوصول إلى نتيجة حتمية .."أنا قادر أنا أعيش". وأبرزت هذه الشابة أن أحد مشاهد المسرحية مبني على تيمة "محاربة الديكتاتور"، الذي يحتكر المعرفة ويدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة. إلا أن المشاهد للعمل المسرحي يكتشف الوجه القبيح لهذا "الدكتاتور"، الذي يحاول إخفاءه بأعمال الخير من خلال توزيع بعض الهدايا على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مفسرة أن هذا المشهد يعالج ظاهرة خطيرة تنخر المجتمع، متمثلة في "النفاق الاجتماعي". ويأتي عرض مسرحية "سفراء" في إطار الورشة الوطنية الأولى - المغرب "المسرح الآخر ..جزيرة الكنز" ( من فاتح إلى 14 مايو الجاري)، والتي تهدف إلى خلق فضاءات للإبداع والتبادل وتعزيز الروابط بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وباقي فئات المجتمع، واكتشاف زخم وغنى العالم المختبئ في الكثير من الأحيان في عالم أشخاص يملكون كفاءات مختلفة. وتحظى هذه المبادرة، المنظمة من قبل مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وجمعية المستقبل لتربية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومسرح محمد الخامس، بدعم الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن. ويشارك أيضا في هذه الورشة جمعيات من مختلف ربوع المملكة كالحمامة البيضاء (تطوان) وحنان (تطوان) والصداقة (شفشاون) وبسمة (فاس) وآفاق (مكناس) والتواصل (عين حرودة) والتحدي (كلميم) وبسمة (الرباط) ودار المعاقين (بركان) والتضامن للمعاقين (دمنات).