ستكون الثقافة الحسانية التي تميز الأقاليم الجنوبية للمملكة موضوع تكريم واحتفاء في مهرجان "ناس الصحراء" الذي سينظم ببروكسيل يومي ثالث ورابع يونيو المقبل ، وذلك بمبادرة من دار الثقافات والتماسك الاجتماعي بالجماعة البلجيكية مولنبيك سان جان. وأوضح المنظمون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه التظاهرة الثقافية بامتياز تشكل نافذة لاكتشاف حياة وتقاليد هذه المنطقة من المغرب; من خلال تنظيم أنشطة تحت الخيام ومعارض وقراءات للشعر الحساني وأمسيات فنية، إضافة إلى التعريف بفن الطبخ والصناعة التقليدية بالاقاليم الجنوبية. وأكدوا أن هذا المهرجان سيمكن من إبراز التراث المغربي الصحراوي المتشبع بالثقافة الحسانية; خاصة الشعر، مضيفين أن هذه الثقافة تشكل إحدى التعبيرات التقليدية الشفاهية الحية والمحفوظة والتي تستمر في تأثيت المعيش اليومي لسكان الأقاليم الجنوبية. وسيركز مهرجان "ناس الصحراء"، يضيف المنظمون، أيضا على هذه الثقافة الجنوبية عبر الموسيقى والرقص وورشات مختلفة لنقل قيم ونمط عيش ساكنة تعيش في انسجام مع بيئة الصحراء المغربية. وسيحيي الأمسيات الموسيقية مجموعات غنائية وفنانون مرموقون من بينهم أصوات طبعت الأغنية الصحراوية أمثال رشيدة طلال وكيل أسوف وزغايلينا وسلمو. وسيتم بهذه المناسبة عرض رسم أنجز على لوحة قياسها عشرة أمتار مربعة تصور الحياة اليومية وتقاليد سكان الأقاليم الجنوبية ، شارك في إنجازها حوالي 15 رساما بلجيكيا من أصل مغربي وآخرون من جنسيات أخرى، حيث سيتم إهداؤها في ختام المهرجان لمدينة العيون. وينظم هذا المهرجان بتعاون مع سفارة المغرب ببلجيكا ولوكسمبورغ والمجلس الأوروبي للصحراويين المغاربة وجمعية المبدعين البلجيكيين-المغاربة. وأكد عمدة جماعة مولنبيك سان جان السيد فيليب مورو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش زيارة قام بها للاطلاع على التحضيرات الجارية لهذا المهرجان، أن هذه التظاهرة تروم "التعريف بشكل أفضل" بثقافة هذه المنطقة من المغرب، باعتبار الثقافة محركا حقيقيا للتقارب وتمكن من تقديم رؤية أكثر وضوحا. وأضاف أن هذا المهرجان الكبير يعد حدثا ثقافيا يكرس الصداقة والتعاون بين المغرب وبلجيكا; خاصة مع جماعة مولنبيك التي تضم جالية مغربية كبيرة منفتحة على جميع الثقافات. وأشاد المسؤول البلجيكي ، الذي زار الأقاليم الجنوبية عدة مرات ، بالنهضة والتنمية التي عرفتها هذه المنطقة من المغرب، مما حفزه على إقامة تعاون بين جماعته وبين هذا الجزء من المملكة. كما نوه بالمبادرة المغربية حول الجهوية، معربا عن اقتناعه بأنها ستسهم لا محالة في إحلال السلم والاستقرار بالمنطقة. ومن جانبه أشاد سفير المغرب ببلجيكا ولوكسمبورغ السيد سمير الظهر بهذه المبادرة التي اتخذها بلد صديق للمغرب لتنظيم مهرجان من هذا النوع، مضيفا أن هذه التظاهرة ستسهم في التعريف أكثر بالمنجازات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية للأقاليم الجنوبية. وأوضح الدبلوماسي المغربي أن هذه المبادرة التي تتمحور حول الثقافة ستمكن من التقريب أكثر بين مختلف الجاليات المقيمة بهذه الجماعة.