أكد المشاركون في أشغال الدورة الثالثة لمنتدى "منبر النساء"، اليوم الأحد بالصويرة، أن تعميق الإلمام بالشأن الديني يعد السبيل الوحيد للنهوض بالمساواة بين الرجال والنساء في كافة المجالات. وأبرز المشاركون خلال مائدة مستديرة حول موضوع "النساء والدين.. سبل التحديث"، الحاجة إلى تطوير الاجتهاد النسائي في الحقل الديني، داعين إلى التحصن في وجه أي نموذج حداثي منسلخ عن الجذور ويحمل مشروعا مستقبليا يقصي إرث الماضي. وفي هذا السياق، أكدت السيدة أسماء أسفرودين، الأستاذة المتخصصة في الإسلام بجامعة جون هوبكينز بالولاياتالمتحدة، أنه يتعين تشجيع الريادة النسائية في المجال الديني، مضيفة أن الاجتهاد والتربية يشكلان عنصرين أساسيين كفيلين بتحقيق استقلالية النساء. ومن جهتها، أشارت الجامعية الفرنسية السيدة سينتيا فلوري إلى أن الحرية الدينية لصيقة بالحرية الفكرية، مبرزة الحاجة إلى مكافحة تسخير الدين لأغراض سياسية. أما المحامية السورية السيدة هند كبوات، فقد سجلت أن المرأة تضطلع بدور هام في النهوض بثقافة المساواة من خلال تربية النشء على احترام الآخر أيا كان جنسه أو عرقه أو دينه، مضيفة أن "النموذج العلماني يعد الضامن للمساواة في سياق متعدد الأديان على غرار النموذج السوري". وتطرق الكاتب المغربي عادل حجي إلى أهمية التأويل الدائم للنصوص الدينية في تطوير المجتمع، مبرزا أن "اتخاذ الرموز الدينية، على غرار ارتداء الحجاب لا يعد بالضرورة خضوعا لأي إكراهات بقدر ما يشكل وسيلة لتأكيد الهوية والذات في سياق مجتمع حداثي تطبعه فوضى الإيديولوجيات". ومن جانبها، دعت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيدة باريزا خياري إلى ممارسة للإسلام تتميز بالروحانية والحرية والمسؤولية، مشيرة إلى أن المساواة في الولوج إلى كافة أشكال المعرفة يعد شرطا أساسيا لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء. وتتميز الدورة الثالثة لمنتدى "منبر النساء" الذي تنظمه جمعية "ويمنز تريبيون" من 6 إلى 8 ماي الجاري بالصويرة، بمشاركة عدد من الشخصيات من عدد من البلدان الأجنبية من الولاياتالمتحدة وسويسرا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتونس واليونان، من أجل مناقشة مواضيع ترتبط بالحكامة النسائية.