أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحبيب بن يحيى انشغال البلدان المغاربية بالظرفية الدولية التي تتميز بعدم استقرار أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق العالمية. وقال الأمين العام، في كلمة وجهها إلى المشاركين في ندوة مغاربية افتتحت اليوم بالعاصمة التونسية; لمناقشة وسائل مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالبلدان المغاربية، إن بلدان المغرب العربي عازمة على تنسيق جهودها لمواجهة الانعكاسات الخطيرة لتقلبات أسعار المنتجات الفلاحية الأساسية في العالم، وذلك من خلال دعم قدرتها على مواجهة الضغوط الناجمة عن هذه التقلبات والتفكير في الآليات المناسبة لمعالجتها. وذكر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، في كلمته ألقاها نيابة عنه، مدير الأمن الغذائي بالاتحاد أحمد اصريكح، بالأهمية التي توليها أجهزة الاتحاد لتحقيق الأمن الغذائي; باعتباره رهانا للأمن بمفهومه الشامل، مشيرا في هذا السياق إلى التدابير التي اعتمدتها اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة للأمن الغذائي سنة 2010 ، والتي ترمي إلى مواجهة الارتفاع المستمر لأسعار الحبوب والمحاصيل الزراعية والذي يؤثر سلبا على الأمن الغذائي في المنطقة. وبعد أن ذكر بالمؤتمر الدولي حول مستقبل الفلاحة المغاربية، الذي عقد بمدينة فاس في يونيو 2008 ; وتمخض عن وضع (رؤية استراتيجية للفلاحة المغاربية في أفق 2030 )، أوضح أن أحد المحاور الرئيسية لخطة العمل العشرية (2011-2020) التي تم اعتمادها لتنفيذ هذه الرؤية الاستراتيجية، يهم تدبير ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الدولية، خاصة ما يتعلق منها بالحبوب التي تعد الأكثر استهلاكا بالمنطقة المغاربية. كما أبرز أن الصعوبات الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتي تزداد تعقيدا جراء موجات الجفاف المتكررة، دفعت وزراء الفلاحة بالبلدان المغاربية إلى التركيز على أهمية تحديد سياسة مشتركة لمواجهة الأزمة الغذائية التي أصبحت تأخذ أبعادا دولية. وخلص إلى أنه أصبح من الضروري تضافر الجهود في هذا الاتجاه لمواجهة التحديات التي يفرضها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، من خلال مقاربة شاملة للتنمية الفلاحية، كفيلة بالمساعدة على دعم الأمن الغذائي بمفهومه الشامل. يذكر أن وفدا مغربيا من الخبراء والمسؤولين يمثل وزارات الفلاحة والصيد البحري والشؤون العامة والاقتصادية والداخلية والصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، يشارك في هذه الندوة، التي ينظمها الاتحاد المغاربي بتعاون مع منظمة (الفاو) واللجنة الاقتصادية الأممية لشمال إفريقيا والبنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والصندوق العالمي للتنمية الزراعية.