أكد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي كريستان كامبون والبروفسور شارل سان برو مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسي أن الاعتداء الذي استهدف مدينة مراكش لا ينبغي أن يؤثر على استقرار المغرب أو يعرقل مسلسل الإصلاحات التي انخرطت فيها البلاد. وشدد البروفسور سان برو، خلال نقاش مع السيناتور الفرنسي كريستيان كامبون على القناة البرلمانية الفرنسية "إل سي بي بيبليك سينا"، خصص لاعتداء مراكش، على أن "هذه المؤامرة الإرهابية لن تؤثر على استقرار المغرب ولن تقوض مسلسل الإصلاحات التي أطلقها الملك". وأضاف "من الممكن أن لا يروق مسلسل الإصلاحات الذي أطلق في المغرب لبعض المتطرفين، غير أن المغرب سيواصل مواجهة هذه المؤامرات، وسيستمر في مسلسل الإصلاحات، وذلك بفضل توافق وطني، وإصرار الملك للمضي قدما". وأضاف الباحث الفرنسي، أنه في جميع الأحوال، "يجب التأكيد على أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته بأن تتم التحقيقات على وجه السرعة وفي شفافية تامة، ويتعين إطلاع الشعب المغربي بنتائج هذه التحقيقات". من جانبه، دعا السيد كامبون، رئيس مجموعة الصداقة المغربية-الفرنسية بمجلس الشيوخ، فرنسا والاتحاد الأوروبي للتضامن مع المغرب لمواجهة هذا الظرف، مؤكدا أن المغرب هو الذي يضمن أمن أوروبا. ولاحظ السيد كامبون أن "من يقفون وراء هذا الاعتداء يريدون حقا توجيه ضربة لقلب اقتصاد ونمو وتطور المغرب"، مضيفا أنه على اقتناع بأن الحكومة المغربية "سوف تتخذ كل التدابير اللازمة للقبض على الجناة". وبعد أن طمأن الفرنسيين حول استقرار المغرب، دعا السيد كامبون للقيام "بمبادرة للتضامن مع المغرب، البلد الصديق لفرنسا". وقال أيضا إن "ما يقوم به المغرب لفائدة أمن أوروبا يستحق الإشارة إليه"، مشيرا إلى أن "المغرب هو الذي يحمي أمننا بوجود 130 ألف رجل بالصحراء"، هذه المنطقة المغربية، التي توجد بمحاداة "منطقة تدار من طرف أشخاص ينتعشون بالإرهاب". وقال "تصوروا ماذا يمكن أن يحدث بدون هذا الحضور. يمكن أن تتحول هذه المنطقة إلى اليمن أو الصومال". وبخصوص التحولات الحالية بالعالم العربي، أكد المتدخلين بأن الوضع في المغرب يختلف بشكل كبير عن ما عليه في دول أخرى بالمنطقة. وأشار السيد سان برو إلى أن "هناك استثناء مختلف جدا عن الدول العربية التي تعرف تحولات. ففي المغرب الملك يقود الإصلاحات التي أطلقها منذ 10 سنوات ويعتزم تسريعها". وأبرز السيد كامبون أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه ل9 مارس الماضي "عبر عن إرادته للإصلاح ( ...) وذلك بمنح الوزير الأول والبرلمان صلاحيات واسعة". وخلص السيد شارل سان برو إلى القول بأن "المغرب دولة يجري فيها الإصلاح في جو يسوده النظام والاستقرار"، معتبرا أنه "إذا استمر المغرب على هذا الطريق واستطاع أن يحافظ على استقراره، وأنا متقين بأنه سيفعل ذلك، ستعطي المملكة مثالا في مجال التنمية بجنوب البحر الأبيض المتوسط".