أكدت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الجمعة، إدانتها الشديدة للاعتداء الإجرامي الذي استهدف مقهى أركانة بساحة جامع الفنا بمراكش، والذي خلف سقوط 16 قتيلا ونحو 20 جريحا من جنسيات مختلفة. وجددت الصحف، في مقالات معززة بصور تبرز حجم الخسائر البشرية والمادية لهذا العمل الوحشي، إصرار المغرب على مواصلة السير على درب الإصلاحات التي أعلن عنها الخطاب الملكي ليوم تاسع مارس الماضي. وهكذا، كتبت يومية (أخبار اليوم)، في افتتاحية بعنوان "لا تعطوا هدايا للإرهاب"، أنه "لا يجب بأي حال من الأحوال، أن نكافئ الإرهاب عن طريق توقيف أو تعطيل أو مراجعة برنامج الإصلاحات السياسية والديمقراطية". وأكدت اليومية على ضرورة "مباشرة تحقيق مهني واستنطاق المشتبه فيهم وفق القانون، والتواصل الحديث مع وسائل الإعلام، ثم ترك القضاء يقول كلمته الأخيرة". من جانبها، قالت يومية (الأحداث المغربية) إن ما وقع في مراكش مثير لكثير من التساؤلات حول مصير المغرب وحول من يستهدفونه اليوم، وأن ما وقع أمس "لا يمكننا إلا التنديد به بكل القوة التي نمتلكها وبكل عبارات الحزم والشدة التي تشجب هذا الاستهتار بدم الأبرياء، مغاربة وأجانب، والاستهتار -وهذا هو الأخطر- بأمن البلاد والعباد". وأضافت أن المغاربة متشبثون اليوم والآن أكثر من أي وقت مضى باستمرار عملية الإصلاح الهادئة والسلمية التي يعرفها المغرب، وأن على هذا الأخير أن يرد عاليا وبقوة على ما وقع أمس بأن يجدد انخراطه في استمرار عملية إصلاح كل القطاعات التي مسها الفساد في السنوات السابقة. واعتبرت في هذا الصدد أن "حادثا إرهابيا معزولا، مهما بلغ حجم الدمار فيه ومهما بلغ تأثرنا به وبسببه، لن يثني بلدنا عن السير في الطريق الصعبة لإصلاح كل ما ينتظر المغاربة إصلاحه اليوم". من جهتها، كتبت يومية (لوسوار إيكو) أنه "في الوقت الذي يرفع فيه المغرب من وتيرة تحوله إلى مجتمع أكثر توازنا، وأكثر تضامنا، لا يمكن لهذا الفعل الجبان عرقلة الإصلاحات الجارية، وأن لا يشكل مبررا لعرقلة الدينامية التي انخرطت فيها البلاد". وأكدت اليومية، في افتاحيتها، أن "حادث مراكش يعد إشارة على إثارة الفوضى، ولكنه بالخصوص عمل إجرامي جبان لا يمكن تبريره"، مضيفة "نحن في حاجة إلى أن نكون متضامنين فيما بيننا لصون الإصلاحات التي أطلقها خطاب تاسع مارس". من جهتها، تساءلت يومية (ليكونوميست) في افتتاحية أنه "كيف لمن ارتكبوا هذا الفعل أن ينسوا أنه في سنة 2003، قام المغرب كرجل واحد لرفض الإرهاب ?". وأكدت الصحيفة على ضرورة "اليقظة الجماعية لمواجهة، وبحزم، ظاهرة الإرهاب، وإعادة الثقة في أنفسنا والآخرين ومواصلة الإصلاحات التي انخرط فيها المغاربة".