أشاد عدد من المسؤولين بجهة صقلية الإيطالية، أمس الخميس، بمسار الإصلاحات الذي انخرط فيه المغرب على مختلف الأصعدة والالتزام الراسخ للمملكة على درب تعزيز حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية. وأعرب هؤلاء المسؤولون، خلال مباحثات مع الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر بمدينة باليرمو، عن استعدادهم للمساهمة في هذه المبادرات الجارية في المغرب، وخصوصا ما يتعلق بالجهوية المتقدمة بالنظر إلى التجربة المتراكمة لإقليم صقلية في هذا المجال. وفي هذا السياق، أشار الوزير الإقليمي للأسرة والسياسات الاجتماعية والشغل السيد أندريا بيراينو إلى المكانة المحورية للتدبير الجهوي لحقوق الإنسان، مؤكدا على أن إقرار الجهوية في المغرب من شأنه أن يفتح مزيدا من آفاق الشراكة بين الطرفين. وأوضح السيد أندريا أن صقلية مهتمة بمسار الإصلاحات التي يشهدها المغرب، منوها بالمستوى الذي بلغته المملكة، خصوصا في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان. كما أشادت الوزيرة الإقليمية المكلفة بالسياسات المستقلة السيدة كاترينا كينيتشي بالمغرب، مثمنة حالة الهدوء التي أبان عنها المغرب عقب الأحداث التي عمت بعض بلدان شمال إفريقيا. وفي هذا الإطار، أبرزت السيدة كينيتشي، التي تشغل أيضا منصب نائبة رئيس الحكومة المستقلة بصقلية، وجاهة الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب على مجموعة من المستويات. ومن جهته، نوه رئيس البرلمان المستقل لصقلية السيد فرانسيسكو كاتشيو بدينامية الإصلاحات بالمغرب، مؤكدا أن المملكة، التي تتبوأ مكانة الطليعة في المنطقة، هي الأقرب إلى قيم الديموقراطية والتعددية التي يدافع عنها الاتحاد الأوربي. وبعد أن أبرز المكانة التي يوليها المغرب إلى الحوار والمصالحة، شدد كاتشيو على أن المغرب يشكل في هذا الصدد نموذجا للبلدان الأخرى بالمغرب العربي. إثر ذلك، تباحث السيدان عامر وبيراينو حول مجموعة من مشاريع التعاون تهم التدبير المشترك لقضية الهجرة الذي يتعين أن يرى النور مستقبلا. وبالإضافة إلى المباحثات التي أجراها السيد عامر مع المسؤولين بإقليم صقلية، كان من المنتظر أن يعقد الوزير المنتدب، الذي كان مرفوقا بالقنصل العام للمغرب بباليرمو السيد يوسف بلة، زوال اليوم اجتماعا موسعا مع أعضاء الجالية المغربية بصقلية. وتدخل زيارة عمل السيد عامر إلى باليرمو، جنوب إيطاليا، في إطار جولة عمل منذ السبت الماضي بهذا البلد الأوربي، والتي قادته إلى ميلانو وتورين وبولونيا وفيرونا، وهي المدن الواقعة في شمال البلد. وعقد الوزير المنتدب في مختلف مراحل هذه الجولة لقاءات مع المسؤولين المحليين بالأقاليم التي زارها، فضلا عن تنظيم اجتماعات مع أعضاء الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا. ومن المنتظر أن ينهي الوزير زيارة عمله اليوم الجمعة بروما (وسط) بعقد مباحثات مع مسؤولين من الحكومة الإيطالية ولقاء موسع مع الجالية المغربية بإقليم لازيو.