قدمت وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو، اليوم الخميس بموسكو، عرضا مفصلا حول تجربة المغرب في مجال التصدي للأمراض غير السارية وأنماط الحياة الصحية والبرامج الوطنية المتبعة. وأكدت السيدة بادو، التي ترأست ورشة عمل ضمن المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول أنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية والأنشطة السكانية الموازية، أن اهتمام المغرب انصب في السنوات الأخيرة، ليس فقط على طرق مواجهة الأمراض غير السارية عبر مقاربات عملية تلامس الجانب الطبي والتحسيسي التواصلي والوقائي، بل تعدى الأمر ذلك إلى تشجيع المواطنين المغاربة على تبني أنماط جديدة في الحياة تشكل في حد ذاتها وسيلة ناجعة للحيلولة دون الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. وأوضحت السيدة بادو أن غالبية الأمراض غير السارية تتسبب فيها أنماط غير صحية في الحياة، مما يعني أن التصدي لمثل هذه الأمراض يقتضي التركيز على جانب التوعية والتحسيس والتشجيع على ممارسة كل الأنواع الرياضية وتجنب العادات السيئة التي قد تكون وراء تفشي مثل هذه الامراض المكلفة للمجتمع. وأشارت السيدة بادو إلى أن البرامج، التي تبناها المغرب للتصدي للأمراض غير السارية، تستهدف بالأساس توفير البنيات الطبية الضرورية وتحسين الخدمات الطبية في كل مناطق المغرب وتوفير الشروط المثلى للولوج إلى الخدمات الطبية العمومية وتخفيض أثمنة الأدوية. وذكرت بما رافق ذلك من سن قوانين تشجع على الممارسة الرياضية وتأهيل المجال والمحافظة على البيئة ومنع التدخين في الأماكن العمومية وحماية المستهلك وتعزيز الرعاية الاجتماعية وأيضا التأمين على الأمراض المزمنة وتشجيع البحث العلمي وتحسين مستوى المعيشة. كما استحضرت الوزيرة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تركز في جانب هام من فعالياتها على تأهيل القطاع الاجتماعي في مختلف جوانبه، وأيضا مبادرات جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، والتي تعمل على محاربة الأمراض السرطانية ورفع معدل التشخيص المبكر وإنشاء مراكز القرب للعلاج وعرض علاجات ذات جودة على مستوى كافة التراب الوطني. وأكدت السيدة بادو أن برامج التوعية والتحسيس والمواكبة بالمغرب، بمساهمة جمعيات المجتمع المدني والمتدخلين المؤسساتيين، مكنت من قطع أشواط هامة في تغيير بعض أنماط الحياة في المجتمع وتجنب العادات السيئة في التغذية وتعزيز النظم الصحية. واعتبرت أن المجهودات المبذولة، على هذا الصعيد، تشكل نموذجا يمكن الاقتداء به في مجال التصدي للأمراض غير السارية على المستويين الاقليمي والدولي. وفي المقابل، سجلت السيدة بادو أن عدم التصدي للأمراض السارية بالنجاعة اللازمة من شأنه أن يؤثر سلبا على الجانب التنموي في البلدان المعنية، خاصة منها الفقيرة، إذ تكلف هذه الأمراض ميزانيات ضخمة وتمس بالثروة البشرية، ناهيك عن وقوفها وراء 60 في المائة من مجموع الوفيات على الصعيد العالمي. يشار إلى أن مختلف ورشات العمل المنظمة في إطار هذا المؤتمر شهدت مناقشة التدابير العالمية والإقليمية المطلوب اتخاذها للتصدي للأمراض غير السارية، وكذلك أنماط التعاون داخل منظمة الأممالمتحدة ومع سائر المنظمات الحكومية والدولية استعدادا لمؤتمر قمة الاممالمتحدة للتصدي للأمراض غير السارية المرتقب تنظيمه في شتنبر القادم. ويتوخى المؤتمر عامة مساعدة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على تطوير وتعزيز السياسات والبرامج المتعلقة بأنماط الحياة الصحية ومكافحة الامراض السارية بمختلف الطرق الناجعة.