أكد السيد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب يعد، على المستوى الإفريقي، في طليعة الدول المشاركة في عمليات حفظ السلام وتحقيق الانتقال الديمقراطي ببعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء. وأضاف السيد الفاسي الفهري، خلال ترؤسه حفل تدشين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب، فضلا عن ذلك، أصبح شريكا موفقا في تقاسم خبراته وتجاربه مع الأشقاء الأفارقة والدفاع، دون كلل، من أجل تجاوز معوقات بلوغ الأهداف التنموية للألفية بالقارة الإفريقية وإخراجها من التهميش. وأشار الى أن الزيارات الملكية الموفقة (21 زيارة ل13 بلدا) أعطت نفسا جديدا لهذا البعد التضامني الأساسي ضمن تعاون جنوب - جنوب مثمر وخلاق خاصة في مجالات التنمية البشرية والإنتاجية والاستشفائية (110 مشروعا في طور الإنجاز من قبل الوكالة المغربية للتعاون الدولي) والتكوين الجامعي (8600 طالب حاليا ينتمون ل`42 دولة). وكتجسيد لهذا التطور في العلاقات المغربية الإفريقية، سجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون ارتفاع وتيرة الاتفاقيات المبرمة لتطوير هذه الشراكة، حيث أن عدد الاتفاقيات التي وقعت خلال 11 سنة الأخيرة يماثل ما وقع من اتفاقيات من 1956 إلى 1999. وفي نطاق مساهمة المغرب في إنشاء فضاءات لتنسيق المواقف الإفريقية بشأن بعض القضايا الشمولية أو الإقليمية، أشار السيد الطيب الفاسي الفهري إلى احتضان الرباط أول مؤتمر من نوعه بمشاركة أزيد من 60 دولة إفريقية وأوروبية حول الهجرة والتنمية في سنة 2006 أسفر عن وضع برنامج عمل للتعاطي مع هذه الظاهرة الخطيرة على أساس تصور تنموي تشاركي شامل لا ينحصر في المقاربة الأمنية الضيقة. وبنفس التوجه، يقول الوزير، بادر المغرب الى تأسيس رابطة على مستوى رفيع سنة 2009 تضم 20 دولة إفريقية مطلة على الأطلسي لإطلاق تعاون وتنسيق سياسي واقتصادي وبيئي وأمني في ما بين هذه الدول. وعلى النطاق العربي، ذكر الوزير بأن جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يحرص على المطالبة بإصلاحات واقعية وجريئة للقضاء على براثن الفقر ومظاهر الإقصاء الاجتماعي والحيف والبطالة التي بلغت نسبا مقلقة في بعض الدول العربية تعد من بين أعلى النسب في العالم، مشددا جلالته غير ما مرة على الضرورة المستعجلة لتوفير أنسب الآليات لإقامة اندماج اقتصادي متكامل وتوفير مقومات حكامة ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعوب والشباب في الوطن العربي في الكرامة والتقدم. وبصرف النظر عن المؤثرات المتشابهة التي قد تهم العالم العربي، يقول السيد الفاسي الفهري، فالثابت أن المغرب يمتلك، بكل تواضع وطني صادق، خصوصية جلية بفضل الطابع التعددي للحياة السياسية والنقابية والثقافية منذ عقود ومكاسبه المؤسساتية والديمقراطية والمجتمعية في سياق سيرورة الإصلاحات المقدامة التي عرفها، وخاصة في السنوات الأخيرة على كل الأصعدة. أما على صعيد الجوار الأوروبي، فقد كان المغرب، يضيف السيد الفاسي الفهري، سباقا في الحصول على وضع متقدم منذ 2008 مع الاتحاد الأوروبي.