السمارة، إعطاء الانطلاقة لمشروع الدعم التقني لتنمية الواحات بالجنوب، والذي سيمول في إطار شراكة ما بين وكالة الأقاليم الجنوبية والبنك الأفريقي للتنمية. ويروم هذا المشروع الذي رصد له مبلغ مالي إجمالي يقدر بمليون و57 ألف دولار أمريكي (742 ألف و500 دولار كهبة من البنك، و314 ألف و500 دولار كمساهمة من الوكالة)، تعزيز القدرات بالجماعتين الحضريتين لطاطا وفم الحصن (إقليم طاطا)، والجماعتين القرويتين لأسرير وإفران الأطلس الصغير (إقليمكلميم)، وذلك باعتماد تخطيط استراتيجي يراعي أهداف تحسين ظروف عيش الساكنة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. وعبرت السيدة أماني أبو زيد الممثل المقيم للبنك الأفريقي للتنمية بالمغرب، بالمناسبة، عن ارتياحها لكون الدعم التقني الذي سيقدمه البنك سيستفيد منه أزيد من 35 ألف شخص (600 أسرة) بالجماعات الأربع بإقليميكلميم وطاطا. وأشارت إلى أن هذه المساعدة، ستمكن من دعم البعد المخططاتي والسوسيو-مؤسساتي للمشروع وذلك بهدف تحسين مستوى عيش ساكنة الواحات المستهدفة وحماية الموارد الطبيعية ومحاربة التصحر وآثار التغيرات المناخية. وأضافت أن هذا المشروع يهدف بشكل أساسي إلى وضع أربع مخططات للتنمية الجماعية وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل لفائدة الشباب والنساء في الوسط القروي، بالإضافة إلى وضع وتنفيذ برنامج لتعزيز قدرات الفاعلين وتقييم تشاركي للنتائج من أجل بلورة برنامج استثماري مندمج يشمل هذه الجماعات الواحاتية الواعدة. من جهته، أشار المنسق الوطني لبرنامج التنمية المجالية للأقاليم الجنوبية، السيد محمد حوميمد، إلى أن مشروع الدعم التقني لتنمية الواحات بالجنوب، يروم إدخال تقنيات ومناهج جديدة تعتمد على الرفع من القدرات المحلية والتخطيط على مستوى وحدات متجانسة سوسيو-مجالية، فضلا عن مساعدة الجماعات المستهدفة لإعداد برامج استثمارية جماعاتية. وقدم السيد حوميميد بالمناسبة، عرضا حول برنامج التنمية المجالية المستدامة لأقاليم الجنوب (2010 2013) الذي يهم أقاليم (طاطا وكلميم وآسا-الزاك وطانطان وجماعتين في طرفاية)، ويتضمن أربعة محاور أساسية تهم التخطيط الاستراتيجي والحكامة المحلية، وخلق المقاولات الصغرى والمتوسطة، وإشراك المغاربة المقيمين بالخارج في مسلسل التنمية المحلية، بالإضافة إلى التدبير الجيد للموروث الطبيعي والموارد الطبيعية. بدوره، اعتبر والي جهة كلميم-السمارة عامل إقليمكلميم السيد عبد الله عميمي، هذا اللقاء تكملة واستمرارا للقاءات المخصصة لمواضيع حيوية مرتبطة بتلبية الحاجات الملحة والآنية لساكنة المنطقة، مشيدا في السياق ذاته بالمجهودات المبذولة من قبل الوكالة وكذا الدعم الذي قدمه البنك الأفريقي للتنمية من أجل مواكبة ودعم المخططات الجماعية للتنمية ولاسيما في مجال الواحات. وتم خلال هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص عدد من المسؤولين المحليين ورؤساء المصالح الخارجية ومنتخبون، تقديم منهجية وكذا مخطط العمل المقترحة من قبل فريق الخبراء المشرفين على هذا المشروع الذي يتوقع الانتهاء منه في ماي 2012.