كتبت صحيفة "الأحداث" السودانية، أن الدبلوماسية المغربية النشطة، ومشروعية حق المغرب على أراضيه في الصحراء، وتآكل جبهة "البوليساريو" وإفلاس أطروحاتها الإيديولوجية في الانفصال عن الوطن الأم، جعل كثيرا من الدول تسحب اعترافها بالانفصاليين. وأضافت الصحيفة، في مقال للكاتب أسامة عبد القادر هلال، يحمل عنوان "جبهة انفصالية.. جمهورية وهمية.. بدون شرعية دولية"، أن "مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية مستمر وبشكل متواصل". واستدل السيد هلال، عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي، في طرحه بتصريح وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، الذي أوضح أن "العديد من الدول في مختلف القارات قامت بإعادة النظر في مواقفها السابقة والتي اتخذت في إطار وظروف دولية وإقليمية جد خاصة، وأصبحت اليوم جد متجاوزة". وأضاف عضو جمعية خريجي الجامعات المغربية، أن "البوليساريو" تبنت نهج القهر، والحصار، والقمع، تجاه كل شخص يعيش داخل مخيمات تندوف، مدنيين وعسكريين، صحراويين مغاربة أو طوارق جزائريين، ماليين أو موريتانيين، ووضعت لهذا الغرض هيكلة مستوحاة من النموذج الشيوعي الألباني. وأبرز أن الهدف من هذه الهيكلة هو تقطيع الروابط داخل العائلة الواحدة بعزل كل فرد داخل خلية سياسية عسكرية يخضع لكل أنواع التعذيب والتنكيل والخنوع لهذه العصابة المسلطة على هؤلاء الأبرياء. ويرى السيد هلال أنه على الرغم من انتفاء الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي صاحبت نشأة هذا التنظيم، فإن قيادة جبهة "البوليساريو" لاتزال مستمرة في معاكسة التاريخ ومعانقة حلم الانفصال، مشيرا إلى أن حركة البريسترويكا أحدثت تغييرا كبيرا في العالم وجعلته ذا قطب واحد، وفرضت بالتالي كثيرا من التحولات على جبهة "البوليساريو" التي تحولت الى مشروع خاسر ومفلس، لم يستطع أن ينضج بعد. ولاحظ بأنه في الوقت الذي اختفت فيه جميع الحركات ذات الطابع السياسي أو السياسي العسكري الشبيهة ب`"البوليساريو" من خريطة العالم، فإن جبهة "البوليساريو" ظلت برأي المتابعين وفية لطرحها النظري الذي أثبت عقمه وانزواءه وانفلاته وتعصبه. واعتبر أن كل هذه العوامل أثرت بشكل كبير على الدور الداعم لجبهة "البوليساريو" ودفعت بالعديد من الصحراويين الى إعادة النظر في ما يقومون به تجاه شعبهم ووطنهم، ودفع العديد من الأطر والقيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية الالتحاق بوطنهم المغرب. وسجل كاتب المقال أن العالم قد اعترف بأن الحل الذي يطرحه اليوم المغرب والمتمثل في تخويل سكان الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا مع صلاحيات واسعة في تدبير شؤونهم المحلية تحت السيادة المغربية، من شأنه أن يشكل أرضية جيدة لتسوية هذا النزاع المزمن الذي تجاوز سنوات العداء. وأضاف أن المقترح يسمح للصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف بالعودة الى وطنهم والانخراط في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي إنهاء نزاع دام أكثر من ثلاثة عقود بدون حل، وترتبت عنه مآس إنسانية كبيرة لاتزال فصولها مستمرة حتى يومنا هذا، ناهيك عن استنزاف ثروات شعوب هذه المنطقة، ودفعها إلى الصراع والمواجهة العقيمة التي عصفت بكل بناء جهوي وتنموي مغاربي.