تقوم مجموعة الكواكب للفنون الشعبية بتازة حاليا بالتحضير لمسرحية غنائية اختارت لها عنوان "أعراس الكواكب" خصصتها لموضوع "الجهوية الموسعة المتقدمة". وأوضح قيدوم المجموعة نور الدين التشيش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار موضوع هذه الأوبيريت، التي كتب نصها الغنائي عبد الحق الصبور ومن تلحين المجموعة، نابع بالأساس من الوفاء لنهج المجموعة المبني على التعبير من خلال الفن على مواضيع تشكل "الحدث"، سواء على الصعيد الوطني أوالدولي أو العربي. وأضاف أن الحديث عن الجهوية الموسعة يأتي كذلك انطلاقا من إيمان الفرقة، التي تأسست سنة 1974 بتازة، بأن الأغنية الشعبية مرتبطة أساسا بالممارسات الحياتية اليومية. فالأغنية الشعبة - حسب بلاغ للمجموعة - تصدر عن الوجدان الجماعي جهويا وقوميا بصورة تلقائية تسجل أحوال الشعب وتنقل طموحاته وآماله لأنها في آخر المطاف هي نتاج الشعب. وقد حرصت الكواكب منذ تأسيسها على أن تستمد ألحانها من التراث المغربي الأصيل، من فنون العيطة والملحون والحساني والأمازيغي والطقطوقة الجبلية وغيرها ، فتخرج أعمالها غنية بالتراكيب اللحنية والإيقاعية والنصوص الزجلية المختلفة. وتجاوز صدى الكواكب الصعيد الوطني إلى الدولي بمشاركتها في فيلم صوره المخرج الكندي دانيال جرفي بمدينة تازة وضواحيها يحمل عنوان "تازة". وعن هذا الشريط قال نور الدين التشيش ، حسب ما أكد ذلك المخرج الكندي للمجموعة ، إن العرض ما قبل الأول سيكون بمدينة تازة السنة الجارية.ويحكي الفيلم، الذي كتب له السيناريو باللغتين العربية والفرنسية وهو من إنتاج الشركة الكندية "زيستيميديا"، قصة المهاجر (عمر) الذي يعود إلى تازة بعد غياب طويل ويتلقى خبر وفاة زوجته الفرنسية من أصل مغربي بسبب داء السرطان واختفاء ابنته "المتمردة" مما دفع به إلى "انهيار عصبي خطير". لكن شقيقته "فرح" التي تشتغل في قطاع التعليم، و"الهادي" الذي تبنته الأسرة ويعاني من إعاقة خفيفة"، استطاعا أن يوحدا جهودهما من أجل مساعدته لتجاوز أحزانه عبر إقناعه بأن يقوم باعادة تشكيل فرقته الموسيقية "الكواكب"، على غرار فرقة ناس الغيوان، التي كان يعمل ضمنها في سنوات سابقة. وقام بتشخيص الأدوار الرئيسية للفيلم كل من الممثل محمد البسطاوي ولطيفة أحرار إلى جانب الخريجة الجديدة أمل سيطا والممثل رشيد الهمص وهو مغربي يقيم بمونريال منذ أزيد من ست سنوات. وأوضح التشيش في التصريح ذاته أن رشيد الهمص استطاع إقناع المخرج الكندي أن يختار المغرب بدلا من المكسيك لينجز سنة 2008 فلاش باك شريطه "الأمر 13139"وقرر دانيال جرفي، الذي استهواه جمال المغرب وكرم الضيافة به، أن يعود رفقة زوجته كريستين والممثل الهمص لتصوير شريط "تازة" باختياره مواقع بمدن تازة وكرسيف والمناظر الجبلية للأطلس المتوسط وسهول الغرب المحاذية للريف. وسبق لعزوز السدراتي، عازف القيثارة داخل المجموعة، أن قال للصحافة عن مشاركة الكواكب في هذا الشريط ، " لم نحلم أبدا بالعالمية، نحن مجموعة من الفنانين نؤمن بتنوع تراثنا المحلي والوطني، نتغنى بما نشعر به ونتجاوب بإيجابية كبيرة مع تفاصيل حياتنا اليومية". وأضاف "غير أن هذا لا يمنع أن يعجب الآخر بمنتوجنا الفني فالفن لا حدود له فهو يخاطب مباشرة القلوب بلغة وحيدة لا تحتاج ترجمة، فلغة الفنان مهما اختلفت جنسيته تبقى فريدة، لغة الحب ولغة السلم ولغة الحرية ولغة كل المبادئ الإنسانية السامية". يذكر بأن المجموعة تشارك في العديد من التظاهرات الفنية بمختلف مناطق المغرب، كما حازت على العديد من الجوائز.