سوار مصنوع من أغطية قنينات المشروبات، وعقد مرصع بقطع البلاستيك المستخدمة في علب الألبان والعصير، نظرة أخرى ابتكرتها الفنانة الإيطالية باتريسيا ياتشينو في عالم إكسسوارات الزينة التي تجمع بين رؤية فنية وبعد إيكولوجي. باستخدام خامات متعددة تتنوع بين علب الأغذية البلاستيكية المصنعة والمعادن المستخدمة في حفظ المشروبات، تنسج هذه الفنانة خيوطا رفيعة بين مختلف هذه المواد لتروي قصصا جميلة عن إعادة تدوير المنتجات التي ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات، لتبعث فيها حياة فنية جديدة، قدمت عددا منها خلال معرض نظمته بمدينة الصويرة. "أعمل على تحويل الأشياء غير الصالحة إلى قطع فنية يحبها الناس ويعيدون استخدامها"، هكذا تعبر هذه الفنانة الإيطالية الأصل والمقيمة بنيويورك عن فنها في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، فبعد تلقيها تكوينا في مجال الهندسة المعمارية بفلورنسا، هاجرت إلى نيويورك سنة 2001، حيث انفتحت على مبادئ تصنيف البقايا وإعادة تدوير الأغراض التي يرميها الناس عادة. شرعت باتريسيا في جمع الأشياء المرمية بدافع المرح في البداية، غير أن حبها للتوفيق بين المكونات والجمع بين المتناقضات انتقل بها إلى مرحلة تحويل هذه المواد إلى وسائل للزينة، فقد هالتها كميات النفايات المتكدسة في شوارع المدينة الكبيرة، وهي التي اعتادت نمط الحياة البسيطة في مدينة صغيرة بمنطقة كالابريا الإيطالية. "تغمرني السعادة حين أتوصل بطرد أو كيس من القمامة يحتوي الكثير من الأكواب والعلب البلاسيتيكية، آنذاك أشعر أنني سأتمكن من صنع أشياء جميلة يتزين بها الناس"، كما تؤكد الفنانة، التي تعشق الألوان البراقة، فهي تعتبر أن جمالية الألوان تساعد على استقطاب زوار المعارض التي تنظمها. تفتخر الفنانة، التي أحبت منذ طفولتها تجميع الأشياء وجعلها ذات منفعة، بكون مجلة (فوغ) الشهيرة، قامت بنشر ملف لعدد من إبداعاتها، حيث التقطت صور لعدد من العارضات اللائي قمن بالتزين بحلي صنعتها من وسائل تم رميها ثم أعادت تركيبها بتناسق لتجعل منها مجوهرات تثير الإعجاب نظرا لغرائبية مكوناتها والانسجام بين مواد كانت في الأصل تجد مستقرها في مستودعات النفايات. كما تتحدث الفنانة عن الأهمية التي يكتسيها تدوير الأشياء، إذ أن الحفاظ على بيئة نظيفة يعد هاجسا يشغلها، لذلك تعير اهتماما خاصا للتحسيس بضرورة شروع الناس في إعادة الاستفادة من الأشياء التي يقومون برميها، لكون ذلك يمكن من التقليل من كمية النفايات التي يتم طرحها. ففي المرة القادمة، حين نقوم برمي كأس العصير البلاستيكي أو غيره من علب حفظ المواد الغذائية، يمكننا التفكير بأنه قد ينتهي بين يدي فنان منشغل بالحفاظ على البيئة، يحوله إلى لعبة بسيطة أو يجعل من غطاء مشروب غازي جوهرة تتوسط عقدا للزينة.