استنكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ما وصفته ب`"السلوكيات المتطرفة والظلامية"، الناجمة عن "التعصب والغلو" في المجتمعات العربية. وقالت الالكسو في بيان وزعته اليوم، من مقرها بالعاصمة التونسية، إنه "تجري في البلدان العربية التي تعرف حاليا ثورات وانتفاضات شعبية وتحولات سياسية، أحداث ناتجة عن التعصب والغلو كمنع المثقفين والمبدعين من القيام بأنشطتهم (..) وأحيانا الاعتداء على بعض الفضاءات الثقافية". وأعربت المنظمة عن "استيائها الشديد لما يقوم به المتطرفون في دور العبادة من إقحام الحراك السياسي والتشدد العقائدي واستخدام العنف"، في إشارة إلى عدد من الممارسات المتطرفة التي قامت بها بعض الجماعات "المتأسلمة" في تونس ومصر واليمن وتناقلتها وسائل الإعلام. وأهابت الالكسو بالفاعلين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني "استنكار التطرف الديني" ودعتهم إلى "التنديد بالعنف والعمل بكل قوة معنوية وسياسية للحيلولة دون تفشي الظلامية في المجتمعات العربية" والعمل على "تكريس مبدأ المواطنة واحترام الآخر وتطوير الحياة السياسية والاجتماعية على أسس سليمة". وذكرت المنظمة العربية أنها ما فتئت تبذل جهودها من أجل نشر "ثقافة التنوير ومبادئ التعايش السلمي وغرس قيم التسامح بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب وحماية الأقليات". وكانت وزارة الشؤون الدينية في تونس قد دعت مؤخرا الأئمة وخطباء المساجد إلى ضرورة الالتزام في خطبهم ب`"أخلاقيات الخطاب الديني وبآداب المساجد والابتعاد عن النيل من أعراض الناس". كما دعتهم إلى عدم "التدخل في توجيه الحياة السياسية والإبتعاد عن الدعوة إلى التحزب وإشاعة الفتن واستغلال بيوت الله لغايات خارجة عن مشمولاتها". وكانت بعض المناطق خاصة في الجنوب التونسي قد شهدت محاولات بعض المتطرفين منع بعد الفنانين والمثقفين من القيام بأنشطة ثقافية وفنية في مخيم اللاجئين برأس جدير على الحدود التونسية الليبية، معتبرين بأن ذلك يمثل "كفرا".