اعتبر الناقد المغربي حمادي كيروم أن السينما بدأت في المغرب توثيقية، إذ كانت أغلب الإنتاجات عبارة عن أشرطة وربورتاجات مؤسساتية تهدف إلى التحسيس بقضايا مختلفة. وأوضح السيد كيروم ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط (26 مارس - 2 أبريل)، أن السينما المغربية انطلقت في الخمسينات من خلال أفلام ذات بعد توثيقي، تهتم بقضايا الصحة والتعليم والتربية. وأبرز أنه مع مطلع الستينات انطلقت السينما التخييلية في المغرب، حيث استأثرت في تلك الفترة باهتمام الجمهور والنقاد، غير أنها أثرت بشكل كبير على انتشار الفيلم الوثائقي الذي عرف إنتاجه تراجعا ملحوظا. وعزا الناقد تراجع الفيلم الوثائقي في فترة من الفترات، إلى عدم حصوله على الدعم مقارنة مع الفيلم التخييلي، خاصة وأن معظم المخرجين فضلوا إنجاز أفلام بعيدة عن التوثيق على اعتبار أنها تستقطب أكبر عدد من الجمهور. غير أن المهرجانات والتظاهرات الفنية - يضيف السيد كيروم - بدأت مؤخرا تعطي أهمية أكثر لهذا الجنس السينمائي الذي يكتسي أهمية كبرى بالنظر إلى القضايا التي يناقشها والتي تستمد مادتها من الواقع. وأشار إلى أن عددا من المخرجين المغاربة كحكيم بلعباس وعلي الصافي، خاضوا تجربة إنجاز أفلام وثائقية، من خلال مواضيع تلامس الواقع وتعمق فهم المشاهد بمختلف القضايا والظواهر. وبخصوص خوض الشباب مغامرة إنتاج وإخراج الوثائقي، قال الناقد كيروم إنه لا يؤمن بالقطيعة بين جيل الرواد والشباب، فمن شأن الشباب بإبداعهم في هذا الجنس السينمائي أن يلعبوا دورا أساسيا في تسليط الضوء على مختلف المواضيع التي تستأثر بالاهتمام، ملاحظا أن عددا من المخرجين أصبحوا يوظفون التقنيات المستعملة في الأفلام التخييلية لإنجاز أشرطة وثائقية، لإضفاء لمسة فنية إبداعية على هذا الجنس السينمائي. يذكر أن الشريط الوثائقي "أشلاء" للمهرج حكيم بلعباس فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة في دورته الأخيرة.