خلد سكان إقليم تنغير، وفي طليعتهم نساء ورجال الحركة الوطنية إلى جانب أبطال المقاومة وجيش التحرير، أمس الثلاثاء، الذكرى 78 لمعركة بوغافر التي خاضتها قبائل آيت عطا ضد الاستعمار الفرنسي. ونظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بهذه المناسبة التاريخية، مهرجانا خطابيا بالجماعة القروية "إكنيون" التابعة لدائرة بومالن دادس، إحياء لذكرى هذه المعركة الشهيرة التي واجه فيها سكان آيت عطا الأشاوس قوة الاستعمار في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي. وتم خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، إلقاء كلمات أبرزت الأدوار البطولية التي اضطلعت بها قبائل آيت عطا إبان فترة الكفاح الوطني من أجل استقلال المغرب والدفاع عن كرامته. وسجلت الكلمات التي ألقيت في هذا المهرجان، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم تنغير السيد محمد نخشى وعدد من رجالات المقاومة وجيش التحرير بالإقليم ومنطقة ورزازات الكبرى، تشبع قبائل آيت عطا بروح الوطنية الصادقة، وبالشجاعة والكرامة اللتين قل نظيرهما، مما مكن المقاومين في هذا الجزء من الوطن من التصدي لجبروت المستعمر، وتلقينه دروسا غير مسبوقة في الصمود، وذلك بالرغم مما كان يتوفر عليه المستعمر من عتاد متطور، ومن جحافل من الجيوش المدججة بشتى أنواع الأسلحة النارية. من جهة أخرى، وبنفس المناسبة، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر عمالة إقليم تنغير لقاء تواصليا مع أسرة المقاومة وجيش التحرير تم خلاله استعراض حصيلة المنجزات المحققة لفائدة هذه الفئة من المجتمع بالإقليم، كما تم بالمناسبة ذاتها إبراز الجهود المبذولة من أجل صيانة الذاكرة الوطنية. وشكل هذا اللقاء فرصة لتكريم ثلة من المقاومين من أبناء الإقليم الذين أبلوا البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار والدفاع عن استقلال المغرب، كما تم بالمناسبة ذاتها توزيع إعانات مالية على بعض المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم تنغير بلغ الغلاف المالي الذي رصد لها 28 ألف درهم، واستفاد منها 22 فردا. وتوج إحياء الذكرى 78 لمعركة بوغافر بالتوقيع على اتفاقية إطار للشراكة والتعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجلس العلمي المحلي بتنغير، وتخص هذه الاتفاقية العمل على صيانة الذاكرة الوطنية.