ممرات بألوان تشبه الشفق، ووديان زرقاء بلون السماء، وأشجار تجمع بين الخضرة ولون التراب، وبيوتات بيضاء تنبعث من الأفق، وزوارق ترسو على الماء كأنها تنتظر العابرين، كلها اجتمعت لتؤثت مساء أمس الخميس فضاء رواق "النادرة" بالرباط عبر معرض نظمته الفنانة حليمة دوة. ويفرض تعدد الألوان، التي جاءت حارة وصاخبة، على المتلقي الانتباه إلى حيوية اللوحات التي تعكس مناظر طبيعية جميلة تعكس انتباه الفنانة ، التي تخرجت مهندسة دولة في المناطق الخضراء، إلى التفاصيل الدقيقة وحرصها على رسمها. وفي عمل يحيل على أعمال كل من فان كوخ ومونيي، تدخل حليمة دوة تجربة جديدة ضمن مسار الانطباعيين، معبرة بحرية وتلقائية وبروح الفنانة العصامية عما يعتمل في مخيلتها الإبداعية من ألوان ومناظر طبيعية تمتحها من المناظر التي يزخر بها المغرب. وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة إن أسلوبها في الرسم يعتمد الصباعة بالسباتولا (أداة البسط) مما يضفي على اللوحة تكثيفا في الألوان ونتوءات تضفي على اللوحة جمالية وفرادة وحيوية. وأضافت أنها توظف تدرجات لونية وصباغات ساطعة وجذابة تتسم بالحركية من منظور أفقي، بالنظر إلى علاقتها العميقة بالطبيعة بحكم مجال عملها، حيث اشتغلت في العديد من الفضاءات الخضراء التي استلهمت لوحاتها منها، إذ باتت كل لوحة تمثل حقلا من التجارب التي مرت بها في الحدائق والبساتين. يتواصل المعرض ، المنظم تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، إلى غاية 25 يناير الجاري.