«عمر شناعي» فنان تشكيلي من مدينة الخميسات في العقد الرابع من العمر بدأ التشكيل في سن مبكرة، متأثرا بسحر وجمال الطبيعة الأطلسية، وقد عكست لوحاته جزءا هاما من هذه الطبيعة. إذ يغلب البعد الطبيعي والانطباعي على لوحاته، غير أن ذلك لم يخل من رهافة الإحساس المتفاعل بصدق مع جماليات الطبيعة، مما أضفى على لوحاته لمسة فنية نادرة، عكستها دعة الحركة اللونية للوحات ورشاقتها ، وتناغم الألوان وبساطتها المستوحاة من الطبيعية، وتلاؤمها مع طبيعة الموضوعات حيث حرارة لون التربة والشمس والبحر... تناغم لوني وحار ميز الاتجاه الواقعي ل«عمر شناعي» المنشغل بقضايا القرية الأطلسية (الأرض والبحر والمرأة...) والمشدود نحو عبق تاريخ المغرب السحيق تشهد عليه المآثر الحضارية والعمرانية للمدن المغربية (الرباط، سلا، مكناس...) مآثر وجدت مكانا لها ضمن موضوعات لوحات الفنان. « العلم » التقت الفنان عمر شناعي على هامش المعرض الجماعي الذي أقامه بمدينة الرباط رفقة زملائه في جمعية منتدى الشباب وأجرت معه الحوار التالي: > حوار: عبد الفتاح الفاتحي • منذ متى بدأت تمارس الفن التشكيلي؟. • • بدأت علاقتي بالفن التشكيلي منذ السنوات الأولى من طفولتي، اهتمام فطري عميق استمر ينمو حتى صار التشكيل بالنسبة إلي كالهواء لا تستقيم الحياة بدونه، ولع وجداني فطري تحول إلى أحد أهم أولوياتي. فقد كنت أميل إلى رسم عناصر الطبيعة بالفطرة، وكنت أوثر تأريخ لحظاتها لأتملكها غير منقضية في الزمن ولا منتهية في الوجود. ولذلك انصب جزء كبير من اهتمامي بمبعث موهبتي أي بتجسيد جمال الطبيعة المغربية الأطلسية في لوحات، الغاية منها إطالة الاستلذاذ بلحظات جمال الطبيعة . • إلى أي مدرسة تنتمي لواحاتك؟ • • أهتم بجميع المدارس بحسب طبيعة النموذج التخيلي للوحة، لكني لا أخفي أنني أجد إمكانيات الاستدلال ببساطة الدلالة ويسر تفاعل المتلقي في مبادئ المدرسة الواقعية. • لماذا؟ • • أعتقد أن المدرسة الواقعية أفيد للمتلقي لسهولة قراءتها ويسر تفكيك مكوناتها ، ولكون هذه المدرسة تتأسس على استغلال المشترك من الإحساس الإنساني الطبيعي، وما يريد الفنان إبلاغه من خلال لوحات مستوحاة وفق منظور الفلسفة الطبيعية والواقعية، ولذلك فإن الكثير من لوحاتي مشكل وفق منظور رؤية المدرسة الواقعية. • ما هي الموضوعات التي تشتغل عليها؟. • • أعتقد أن نشأتي الطفولية في وسط ريفي جعلني أستوعب عظيم وجميل الطبيعة المغربية خاصة في المناطق الريفية الجبلية، كما لا أخفي حبي للطبيعة المغربية (الريف) فكثيرا ما اهتممت برسم معالم الطبيعة الرحبة كالبحار وأجواء السماء، كما لا أخفي تأثري الكبير بالجوانب الحضارية والعمرانية (القصبات والأسوار العتيقة في المدن العتيقة) كمدينة سلاوالرباط...، وهو ما يفسر تعدد اللوحات في هذا الاتجاه. • تعتمد كثيرا في لوحاتك على الألوان الحارة. لماذا؟ • • اهتمامي بالألوان الحارة يفرضه قربها إلى الألوان الأساسية ، ولأن استيحاء عناصر الطبيعة يقتضي توظيف ألوان مناسبة وقريبة من ألوان الطبيعة والموضوعات المرسومة، ولأن هذه الألوان تتشكل منها ألوان التربة الحمراء التي تعد أساسية في بناء الأسوار، فاللون الأحمر في اللوحات التي تعكس المرأة مرتبط بالطبيعة وبحيوية المرأة القروية في العمل،كما أنه عنصر دال في لباس وزي المرأة القروية وكذلك لأن الأحمر لون العلم الوطني. • هل سبق لكم أن نظمتم معرضا بمدن أخرى؟. • • بالفعل فقد عرضت أكثر من مرة في مدينة الخميسات بدار الشباب وببهو فنادق المدينة، كما عرضت بقاعة النادرة بالرباط ونظمت معرضا جماعية مع عدد من الفنانين التشكيليين في كل من باب الرواح وفي رواق مسرح محمد الخامس بالرباط وبمدينة المحمدية والدار البيضاء، وهناك مشروع مستقبلي للعرض خارج أرض الوطن.