شكلت المكتسبات التي حققها المغرب في مجال حقوق الانسان وتكريس دولة الحق والديمقراطية محور لقاء عقد، يوم الثلاثاء بالرباط، بين رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، ادريس اليزمي، ورئيس الجمعية الوطنية لسلوفينيا، بافيل غنتر. وقدم السيد اليزمي للوفد البرلماني السلوفيني لمحة عن المسلسل المؤسساتي لاحترام حقوق الإنسان بالمغرب والدفاع عنها، مشددا بالخصوص على صلاحيات هذه المؤسسة في مجال تعزيز المكتسبات الديمقراطية وترسيخ ثقافة ممارسة حقوق الانسان بالمغرب. ولدى تطرقه لصلاحيات المجلس الوطني لحقوق الانسان، أشار السيد اليزمي إلى أن من مهام هذه المؤسسة التشاور والمراقبة والتحذير المبكر وتقييم وضعية حقوق الانسان وكذا التفكير واثراء النقاشات حول قضايا حقوق الانسان من خلال وضع بنيات وآليات جهوية للدفاع عن الحقوق الاساسية وحمايتها. وبخصوص طريقة تسيير هذه المؤسسة، أشار الحقوقي المغربي إلى أن الظهير المؤسس للمجلس حرص على ضمان وجود توافق كبير مع مبادىء باريس المتعلقة بنظام وتسيير المؤسسات الوطنية لحماية والنهوض بحقوق الانسان. وبعد أن استعرض مختلف الآليات التي تمكن المجلس من التوفر على استقلالية وتعددية متينة وصلاحيات واسعة، أشار السيد اليزمي إلى دور هذه المؤسسة في النهوض بحقوق المرأة وحماية الطفولة. وكان اللقاء مناسبة أيضا للحديث عن الورش الكبير للاصلاح الدستوري الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي حظي باهتمام خاص من لدن البرلمانيين السلوفينيين. وفي هذا الصدد، أشار السيد اليزمي، وهو أيضا عضو اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، إلى أن هذه المراجعة تضع حماية حقوق الانسان وتكريس دولة الحق والديمقراطية في صلب الاصلاحات، خصوصا من خلال مأسسة توصيات هيئة الانصاف والمصالحة وبلورة عدالة مستقلة وفصل السلط، وكذا من خلال ملائمة الدستور والنصوص القانونية مع مجموع مقتضيات الدولية لحقوق الانسان. ومن جهته أشاد رئيس الجمعية الوطنية السلوفينية بالدينامية الاصلاحية الجارية بالمغرب، مؤكدا بأن الاصلاحات التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس من شأنها تعزيز المكتسبات التي تحققت في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجعل المملكة نموذجا يحتذى به في هذا المجال بالنسبة لدول اخرى بالمنطقة. وأكد المسؤول السلوفيني التزام بلاده بتقديم دعمها من أجل تسهيل تنفيذ هذه الاصلاحات، داعيا إلى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين واستغلال فرص الشراكة بين المغرب وأوربا في إطار الوضع المتقدم لدعم "هذا المسار الاصلاحي الشجاع". وكان رئيس الجمعية الوطنية لسلوفينيا قد أجرى قبل ذلك مباحثات مع العديد من كبار المسؤولين المغاربة تركزت بالخصوص حول سبل تعزيز التعاون الثنائي.