3-2011 يشهد المستشفى الميداني المغربي، متعدد الاختصاصات، بمخيم النازحين برأس جدير، على الحدود التونسية الليبية، إقبالا متزايدا، حيث ارتفع عدد الاستشارات الطبية التي أجراها الطاقم الطبي المغربي، أمس الأحد إلى أكثر من 500 حالة. وصرح مدير المستشفى، العقيد الدكتور خالد الصايغ، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الإقبال على الوحدة الصحية المغربية بمخيم (شوشة)، أصبح يتضاعف يوما عن يوم، حيث انتقل عدد الحالات التي يستقبلها الطاقم الطبي بمختلف تخصصاته، من 250 و300 حالة في اليوم، في الأيام الأولى، إلى أكثر من 500 حالة من مختلف الجنسيات. وأضاف العقيد الصايغ أن المستشفى أجرى حتى الآن عشر علميات جراحية في تخصصات مختلفة، من بينها جراحات العظام والأذن والحنجرة والجراحة العامة، بالإضافة إلى إجرائه أول أمس، جراحة ناجحة لشخص أصيب بكسر ناتج عن إصابة بطلق ناري. وقال إن الأطباء المغاربة أشرفوا أيضا على توليد سيدة صومالية، تبلغ من العمر 20 سنة، مشيرا إلى أن عملية التوليد التي أشرف عليها الدكتور زارزي عبد الغني كللت بالنجاح، وغادرت المريضة المستشفى بعد الاطمئنان على حالتها الصحية وصحة مولودتها، حيث تم نقلها إلى مستشفى مدينة بن قردان القريبة من منطقة رأس جدير. وأشار من جهة أخرى، إلى أن فريقا من الأطباء النفسانيين المغاربة يقوم يوميا، بتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية الموجودة برأس جدير، بفحوص جماعية لمجموعات من النازحين في وضعية نفسية صعبة، جراء الأحداث في ليبيا وظروف النزوح، وتشمل هذه الفحوص الأطفال والنساء والبالغين. كما أوضح أن المستشفى الميداني المغربي يستقبل باستمرار أفواجا من المغاربة العائدين من ليبيا، الذين يتوافدون في مجموعات صغيرة تتراوح بين 5 و12 فردا، حيث تقدم لهم الإسعافات والخدمات الطبية اللازمة ويزودون بالأدوية عند الضرورة، مشيرا إلى أن أغلب حالاتهم بسيطة. وقد خصصت مصالح القنصلية المغربية بتونس حافلة لنقل المواطنين المغاربية النازحين من ليبيا، بصفة منتظمة، من رأس جدير إلى العاصمة التونسية (560 كلم)، حيث توفر لهم المأوى وترتب إجراءات عودتهم إلى المغرب مجانا، بواسطة رحلات للخطوط الملكية المغربية. ويذكر أن المستشفى الميداني المغربي بمخيم رأس جدير أقيم منذ الأيام الأولى من مارس الجاري، في إطار المساعدات الإنسانية العاجلة والمعدات الطبية التي قرر المغرب، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إرسالها لفائدة آلاف النازحين من ليبيا على الحدود التونسية الليبية. وتندرج هذه المبادرة الملكية الإنسانية في نطاق الرؤية التضامنية الثابتة لجلالة الملك وحرص جلالته على دعم تونس وتخفيف العبء عن سلطاتها في هذا الظرف العصيب.