نظمت اليوم الأربعاء بسواحل الدارالبيضاء عملية محاكاة لاختبار وتحسين القدرات وتدعيم التنسيق بين مختلف المصالح المتدخلة في عملية الإنقاذ المتعلق بالطيران. وتضمنت هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "طماريس 2011"، وهو اسم المنطقة التي جرى بها هذا التمرين، محاكاة لتدخل على إثر تحطم طائرة متوسطة قادمة من أوروبا، بتسخير معدات هامة للتدخل الجوي والبحري. فبعد انقطاع الاتصال ببرج المراقبة واختفاء الطائرة من شاشة الرادار، أطلق تحذير من مركز تنسيق عمليات الإنقاذ، كما انطلقت بسرعة عمليات البحث والإنقاذ مستخدمة وسائل هامة مادية وبشرية. وأوضح السيد خليل مواليف، عن المكتب الوطني للمطارات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لضمان سرعة مراحل كفاءة عمليات البحث والإنقاذ يتم إحداث مركز تنسيق عمليات الإنقاذ بالقرب من مركز المراقبة الجهوية الذي تديره القوات الجوية الملكية. وتم توجيه الوسائل الجوية والبحرية وكذا العاملين، في سباق ضد الساعة، لتحديد الموقع المفترض لتحطم الطائرة، من خلال إجراء عملية مسح لمساحة تقدر ب`400 كلم مربع بأعالي البحار باستعمال طائرة للمراقبة تحلق فوق المنطقة المفترضة للكارثة وفي شكل دوائر فوق الهدف بعد تحديده. وتطلب إنجاز هذا التمرين استخدام، بالإضافة إلى طائرة المراقبة، مروحيتين من نوع (بانتير) و(بوما) للقوات الجوية الملكية، والبحرية الملكية، والدرك الملكي، ضمن عملية منسقة مع الوقاية المدنية ووزارة الصيد البحري. وتهدف هذه المحاكاة، التي أصبحت تقليدا على مدى سنوات، إلى اختبار درجة التعبئة والتنسيق بين المتدخلين وقدرات تدخل وحدات الإغاثة، ويقتضي ذلك تنظيم تمارين للاستعداد للكوارث المحتملة والتأهب واليقظة باستمرار وجعل وسائل البحث والإغاثة مطابقة للمعايير الدولية والخطط الجهوية للملاحة الجوية. وكان المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، السيد دليل الكندوز، أشار، في ندوة نظمت عشية هذا التمرين، إلى أن التنظيم والاستعداد والتعبئة معطيات أساسية لنجاعة عمليات البحث والإنقاذ، مشددا على ضرورة الأخذ بالحسبان كل لحظة تمر لما للأمر من أهمية في عملية إنقاذ الأرواح البشرية. وأوضح أن مهمة البحث والإنقاذ تتطلب يقظة مستمرة ومدعمة تتظافر فيها مجهودات دول عدة لتحقيق الأغراض المطلوبة، مبرزا أن عمليات البحث والإنقاذ يجب كذلك أن تندرج في إطار جهد يومي ودائم، مما يستوجب العمل بإجراءات تتلاءم والمعايير والممارسات المنصوص عليها في اتفاقية شيكاغو وكذا المخططات الجهوية للملاحة الجوية. وقد جرت هذه المحاكاة، التي انتهت بصورة إيجابية وفي ظروف جيدة، بحضور ممثلي البلدان الأعضاء في مبادرة (5+5 دفاع) كمراقبين وخاصة فرنسا وإيطاليا والبرتغال وتونس والجزائر وإسبانيا.