أوصى تقرير لصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) حول وضع الأطفال في العالم برسم سنة 2011، بالاستثمار في مرحلة المراهقة، موضحا أن الاستثمار في 2ر1 مليون من اليافعين في العالم ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 و19 سنة، سيكسر الحلقات الراسخة من الفقر وعدم المساواة. وأكد التقرير، الذي قدمه ممثل اليونيسف بالمغرب السيد ألويس كاموراجي خلال لقاء نظمته وزارة الشباب والرياضة اليوم الأربعاء بالرباط، أن الاستثمارات القوية خلال العقدين الماضيين مكنت من تحقيق مكتسبات كبيرة بالنسبة للأطفال الصغار دون سن العاشرة، مبرزا أن المراهقة هي سن الفرص بالنسبة للأطفال، ووقت بالغ الأهمية لتعزيز ما تحقق في العقد الأول من حياتهم، ومساعدتهم على تجاوز المخاطر ومواطن الضعف، وكذا وضعهم على الطريق الصحيح لتحقيق إمكاناتهم. وتوقف التقرير، تحت عنوان "المراهقة .. مرحلة الفرص"، أن المراهقة تمثل مرحلة محورية، وفرصة لترسيخ المكتسبات التي تحققت خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مؤكدا على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر في الوقت الراهن لليافعين، لا سيما الفتيات، من خلال الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم وغيرها، واتخاذ التدابير لإشراكهم في عملية تحسين حياتهم. ومن خلال الاستثمار في تعليم اليافعين وتدريبهم، يضيف التقرير، يمكن للبلدان أن تكسب قوة عاملة كبيرة ومنتجة، مما يساهم بشكل كبير في نمو الاقتصادات الوطنية أمام التحديات العالمية الراهنة، خاصة منها الاضطرابات الاقتصادية، وتغير المناخ والتدهور البيئي، والتحضر السريع والهجرة وشيخوخة المجتمعات، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتفاقم الأزمات الإنسانية. ولتمكين اليافعين من التعامل مع هذه التحديات بشكل فعال، سيكون من الضروري توجيه الاستثمارات، حسب التقرير، إلى مجموعة من المجالات، منها على الخصوص، تحسين جمع البيانات لزيادة فهم وضع اليافعين وضمان حقوقهم، والاستثمار في التعليم، وزيادة الفرص المتاحة للشباب للمشاركة والتعبير عن آرائهم، من خلال المجالس الوطنية للشباب ومنتديات الشباب ومبادرات خدمة المجتمع والإنترنت والوسائل الأخرى التي تمكن اليافعين من إسماع صوتهم، إضافة إلى تعزيز القوانين والسياسات والبرامج التي تحمي حقوقهم وتمكنهم من التغلب على العوائق التي تحول دون حصولهم على الخدمات الأساسية. وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من اليافعين (88 في المائة) تعيش اليوم في البلدان النامية، ويواجه العديد منهم مجموعة من التحديات، مبرزا أنه على الرغم من أن اليافعين في مختلف أنحاء العالم عموما اليوم بصحة أفضل مما كانوا عليه في الماضي، فلا تزال هناك العديد من المخاطر الصحية كبيرة، بما في ذلك الإصابات واضطرابات التغذية وتعاطي المخدرات ومشاكل الصحة العقلية، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 1 من كل 5 يافعين يعاني من مشكلة نفسية أو سلوكية.