يشكل موضوع (الدرس اللغوي العربي وضرورات التطوير)، محور ندوة تنظم، غدا الثلاثاء بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (دورة عبد الله كنون)، الذي حددت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فاتح مارس من كل سنة للاحتفاء به. وستنكب هذه الندوة، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (جامعة محمد الخامس)، على تشخيص تدني مستويات تعليم وتعلم اللغة العربية، ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالتحديات المعاصرة وضرورة تطوير الدرس اللغوي، وتشخيص تدني المستوى (الأسباب، الظاهر، التداخلات بين التعليمين الثانوي والعالي)، والمنهاج التعليمي (الأهداف، الطرائق، المحتويات، أساليب التقويم)، وتكوين المدرسين (التكوين الأساسي، التكوين التربوي، البيداغوجيا الجامعية)، ثم الإجراءات العملية للنهوض بالدرس اللغوي العربي (نحو خطة وطنية). كما ستتناول هذه الندوة محورين أساسين، يتعلق الأول ب(اللغة العربية ومجتمع المعرفة)، يهم مجموعة من المواضيع، منها، على الخصوص، (حول تاريخ العربية في المغرب)، و(المنحى اللساني الوظيفي واللغة العربية)، ثم (الازدواجية وإمكانات إفادة الدرس اللغوي العربي). أما المحور الثاني (الدرس اللغوي: ضرورة تطوير المناهج)، فينكب على دراسة مواضيع من قبيل (محطات أساسية في تطوير مناهج اللغة العربية)، و(تدريسية العربية: من أنموذج وحيد اللغة العربية إلى أنموذج التعدد اللغوي)، ثم (الدرس اللغوي العربي في التعليم الثانوي: تشخيص واستراتيجيات التطوير). وأوضحت الكلية، في ورقة تقديمية، أن تخصيص يوم عالمي للغة العربية يعد مناسبة سنوية يتم من خلالها تأكيد مكانة ودور هذه اللغة في حياة الشعوب والأمة، وفرصة لمساءلة القائمين على شأن اللغة والمعنيين باستعمالها وبمصيرها، ومساءلتهم عن أدائهم من أجل أن تكون هذه اللغة حاضرة في المجتمع وفي العصر، ومواكبة للتحديات المعاصرة. كما توقفت الوثيقة عند واقع اللغة العربية، الذي "يتسم بتدني مستوى تعليمها وتعلمها، مما يدفع بالقائمين على شأن هذه اللغة والغيورين عليها إلى الاستنفار، ويستنهض هممهم من أجل تكثيف الجهود لإعادة النظر في الطرائق التعليمية والبيداغوجية السائدة في المؤسسات التعليمية العربية، والتي تركز في أهدافها على المتكلم الأحادي اللغة والذي يشهد بدوره تقهقرا متناميا".