يشارك المغرب القوي بمؤهلاته السياحية وموروثه الثقافي الغني والمتنوع ، في بورصة السياحة بلشبونة (الدورة ال23 )، التي افتتحت فعالياتها أمس الأربعاء لتتواصل إلى غاية 27 فبراير الجاري بمشاركة ما يزيد عن ألف مهني من أكثر من 44 بلدا . وتعد بورصة السياحة بلشبونة فرصة ترويجية ذات قيمة مضافة كبرى بالنسبة للمغرب، حيث ستتاح له الفرصة عرض غنى وتنوع مجاله السياحي، في أفق ولوج أسواق جديدة من خلال التعريف بثقافته المتنوعة وجمالية مجاله الطبيعي . ويشارك المغرب الذي يطمح في أن يصبح إحدى أفضل الوجهات السياحية العالمية بشكل وازن في هذه الدورة ، من خلال رواق أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة 108 متر مربع، والذي استوحت هندسته من أصالة التقاليد الهندسية المغربية، التي تميز روح وهوية المغرب التاريخية. ويمكن مشاهدة الرواق المغربي، الذي يلقى إقبالا كبيرا، والمفتوح على أربع جهات، عن بعد من خلال واجهة لإحدى القصبات تجمع بين الحداثة والتقاليد مع بوابة ضخمة تحمل صور لقصبات عدد من المدن العريقة بالمملكة . ويضم الرواق المغربي، الذي زين بشكل جميل، أيضا نماذج لمنتوجات سياحية متنوعة وأصيلة من مختلف المدن المغربية ، والتي شكلت مصدر إعجاب كبير لدى العموم كما أثارت اهتمام وسائل الإعلام ، التي جاءت لاكتشاف المؤهلات السياحية والغنى الثقافي للمملكة . ويقدم الرواق ضمن ديكور جميل، حيث يستعرض منتوجات تقليدية جميلة صنعها حرفيون مغاربة في عين المكان ، لمهنيي القطاع ولعموم الزوار المعلومات الضرورية حول غنى وتنوع المؤهلات السياحية لمختلف جهات المملكة. وحصل المغرب، من خلال المكتب الوطني المغربي للسياحة، والخطوط الملكية المغربية، وعدد من المجالس الجهوية للسياحة، على مكانة ممتازة ضمن هذه العروض السياحية الدولية القوية. وتعرف الفاعلون في مجال الأسفار والمؤسسات السياحية ، والسلسلات الفندقية ، والمؤسسات المالية ، خلال هذه التظا هرة على مختلف المؤهلات السياحية المغربية . واختار المغرب، الذي يتوفر على مؤهلات طبيعية هامة وإرث ثقافي غني ومتنوع، النهوض بالقطاع من خلال وضع استراتيجية للتنمية السياحة التي يمكنها أن تؤدي الى دينامية في التنمية المستدامة والمندمجة. وتم التركيز بوجه خاص من قبل المغرب على العدد الكبير من المعارض، ليس فقط لأن السوق البرتغالية وجهة جذابة بالنسبة للفاعلين في القطاع وفرص الأعمال المتاحة لهم، ولكن أيضا لأنها أصبحت واحدة من الأسواق المصدرة للسياح إلى المغرب، على غرار فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا وإيطاليا. وتعتبر السوق السياحية البرتغالية واعدة، والوجهة المغربية مرحب بها بشكل كبير من قبل وكالات الأسفار المحلية، بالنظر لجودة المنتوج والوجهات السياحيتين، فضلا عن التراث المغربي البرتغالي المشترك. وكان نحو 63 ألف و75 سائح برتغالي زاروا المغرب سنة 2010، بارتفاع نسبته 19 في المائة مقارنة مع السنة التي قبلها (53 ألف و79 سائح)، وذلك حسب أرقام المكتب الوطني المغربي للسياحة. وتشكل بورصة السياحة بلشبونة نقطة التقاء متميزة للفاعلين في الصناعة السياحة عبر العالم، ومناسبة لبحث العروض المتنوعة التي تقدمها مختلف الوجهات. وتضم بورصة السياحة بلشبونة، المقامة على مساحة مغطاة تبلغ 42 ألف متر مربع، والتي من المنتظر أن يزورها 50 ألف زائر، أربع باحات للعرض مخصصة لشركات طيران ووكلات أسفار وفنادق وباقي الفاعلين السياحيين الذين يمثلون 44 بلدا. وبالنسبة للمنظمين فإن بورصة السياحة بلشبونة تشكل إطارا للقاء بين المهنيين المعنيين بتطوير السياحة في الفضاء المتوسطي الذي يعد أحد أكبر الوجهات السياحية في العالم على مستوى تدفق السياح.