أكد مشاركون في لقاء حول "العمل التطوعي والمواطنة: من أجل وطن متضامن"، نظمه اليوم الجمعة بالدار البيضاء نادي ليونز الدولي (فرع المغرب)، أهمية العمل التضامني والتطوعي في تنمية وتطوير المجتمعات وجعل المواطن في قلب التنمية. وأبرزوا أن المشاركة الحقيقية للمواطن في تناسق مع المخططات التنموية توفر شروط الانخراط والمشاركة البنائين، مشددين على أولوية اعتماد كل أوجه الحكامة الجيدة. وأشار المشاركون إلى أن معركة التنمية البشرية هي بالأساس معركة الحكامة الجيدة، مبرزين الدور الذي يضطلع به النسيج الجمعوي في تحقيق الغايات التنموية المنشودة. وبهذه المناسبة، أبرزت السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، أن ثقافة التضامن والتكافل والتآزر حاضرة بقوة في المجتمع المغربي منذ القدم. وتطرقت، من جهة أخرى، إلى العديد من المشاريع التنموية الهامة ذات الطابع الاجتماعي والتضامني الهادفة إلى تحسين المستوى المعيشي للسكان ومحاربة الفقر والهشاشة، المنجزة في إطار التوجيهات الملكية السامية، مشيرة إلى الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في إنجاز مجموعة من المشاريع الذي تندرج في إطار الاقتصاد الاجتماعي. وأكدت في هذا السياق على الدور الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزة إيجابياتها خاصة في الجانب المتعلق بالتصدي للفقر والهشاشة. وفي الاتجاه نفسه قال السيد خليل هاشمي الإدريسي، والي نادي ليونز (فرع المغرب)، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ركز من خلال أنشطته الميدانية، على الجبهة الاجتماعية، التي أثمرت إطلاق مبادرات نموذجية، أظهرت أن المستقبل لا يمكن بناؤه بشكل مستدام دون حمل هم، أولائك الذين لا يتوفرون على شيء أو أولائك الذين يتوفرون على أشياء قليلة. وقال إن نادي ليونز (المغرب) انخرط منذ أمد طويل في العمل التطوعي التآزري الذي يستهدف المجتمع بمختلف ربوع الوطن، مشيرا إلى أن تدخل النادي يشمل بشكل خاص الجانب المتعلق بالأطفال المتخلى عنهم وداء السكري الذي يصيب الشباب، ومحاربة الهدر المدرسي والأمية، وإدماج فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي السياق ذاته، أكد متدخلون ينتمون إلى مؤسسات وأحزاب ومنظمات دولية، خلال إحدى جلسات هذا اللقاء، على أهمية الانخراط بقوة في التوجه المتعلق بالتنمية البشرية، خاصة من جانب المجتمع المدني، ودعوا في هذا الصدد إلى استلهام بعض أشكال التضامن المتجذرة في المجتمع المغربي (التويزة/العمل التضامني على مستوى الأحياء). واعتبروا، من جهة أخرى، أن أهداف الألفية المرتبطة أساسا بمحاربة الفقر والنهوض بأوضاع المرأة ومحاربة الأمراض وضمان التنمية المستدامة، ممكن تحقيقها من خلال الاشتغال بشكل مشترك وفي إطار من التضامن، كما أكد ذلك في أكثر من مناسبة، الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون. .