أجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة لطيفة أخرباش، اليوم الثلاثاء بالرباط، محادثات مع المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، السيدة إرينا بوكوفا. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن السيدة أخرباش ذكرت خلال هذا اللقاء بأن المملكة، التي تعد عضوا في اليونسكو منذ سنة 1956، تعمل بشكل وثيق مع هذه المنظمة بهدف تنفيذ أهدافها الأممية، خاصة في ميادين التربية والتعدد الثقافي والحفاظ على التراث وتشجيع ثقافة السلم. وبعد أن أشادت بمصادقة الدورة 185 للمجلس التنفيذي للمنظمة، خلال شهر أكتوبر المنصرم، على قرارات هامة تتعلق بحماية القدس الشريف وباب المغاربة بمدينة القدس وبمؤسسات تعليمية وثقافية بالمناطق المحتلة وإعادة بناء وتنمية قطاع غزة، دعت السيدة أخرباش إلى تعبئة دولية كبيرة لفائدة الشعب الفلسطيني. وذكرت في هذا السياق بأن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، يولي أهمية قصوى للحفاظ على الهوية العربية-الإسلامية للمدينة المقدسة وللحفاظ على الخصائص الحضارية والتاريخية، باعتبارها فضاء للتسامح والتعايش بين الديانات السماوية الثلاث". كما ذكرت السيدة أخرباش بأن دور صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسكو، يشهد أيضا على الانخراط الفعال للمملكة لفائدة القضايا الكبرى المدرجة على جدول أعمال المنظمة. وبهذه المناسبة، أعربت كاتبة الدولة على إرادة ورغبة الحكومة في تعزيز وتنويع التعاون بين المغرب ومنظمة اليونيسكو، من خلال مضاعفة مشاريع التبادل والبحث العلمي المشترك حول مواضيع ذات الاهتمام المشترك، كحماية البيئة والماء ومحاربة التصحر وتطوير الطاقات المتجددة. وبعدما ذكرت بتشبث المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنهوض بمساهمة الثقافة في التنمية، أشادت المسؤولة المغربية بالدور الذي تضطلع به السيدة بوكوفا لفائدة الاعتراف بالثقافة كإحدى الأهداف الانمائية للتنمية، مضيفة أن هذا الاعتراف أصبح من الآن ملزما للمجتمع الدولي، على اعتبار أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت، في 20 دجنبر المنصرم، على قرار حول الثقافة والتنمية. ويسعى المغرب، الذي يعتبر عضوا نشيطا في لجنة التراث العالمي والذي قام بتسجيل ثمانية من مواقعه على لائحة التراث العالمي، للاستفادة من خبرة اليونيسكو من أجل بلورة مشاريع تهدف إلى رسملة مواقعه المندرجة في خدمة التنمية والسياحة المستدامة. وأعربت السيدة أخرباش عن أملها في رؤية منظمة اليونيسكو منخرطة ومواكبة لبعض الأنشطة المبرمجة برسم المخطط الوطني لائتلاف الحضارات الذي يعكس تمسك المغرب بقيم الحوار بين الحضارات وانخراطه الفاعل في جهود المجتمع الدولي لفائدة حكامة عالمية أفضل في ما يتعلق بالتنوع الثقافي.