يشارك في الملتقى الثاني الإبداعي للفنون التشكيلية المغربية، الذي ينظم بالرباط ، فنانون وحدت بينهم الألوان واختلفوا في مقاربة الأشكال التي تعكس مواضيع اشتغالهم. وأوضحت جريدة (الحياة) اللندنية في طبعتها اللبنانية الصادرة، اليوم الأحد، في مقال بقلم الناقد المغربي عبد العزيز الراشدي، أن الملتقى الذي ينظم تحت إشراف (مجموعة الفنانين التشكيليين الباحثين)، يتضمن لوحات لستة عشر فنانا، تستلهم الكتابة والأيقونات المجردة والخط العربي. واستطاع بعض التشكيليين المشاركين في هذا المعرض الذي يستمر حتى 20 فبراير الجاري، إبراز اهتمامهم ببعض المواضيع مثل البيئة والأرض والطبيعة. وسعت تجارب أخرى إلى استثمار الموروث الثقافي المغربي، إذ تسرد، كما يسرد الكتاب، حكاية بعض الأحياء العتيقة والأزقة الضيقة. كما استعانت لوحات أخرى بتقنية الاستعادة باشتغالها على "الذاكرة" عبر الاستعانة بوثائق مكتوبة ومصورة وأسطوانات سمعية، في حين فضلت تجارب أخرى التركيز على تيمتي الرحلة والهجرة من خلال لوحات جميلة تفتح العين على اللانهائي. ومن بين الفنانين المشاركين عزام مقدور ومحمد حوستي وثريا بلكناوي، ومصطفى النافي، ومحمد شريفي، وعبد الرحمن الويداني، وليلى الزاكي، وبنيونس عميروش، ومنصف صدقي العلوي، وعبد الرزاق احمامو، وعبد الغني الحراثي، والسعيد الرغاي، وطه السبيع، وعبد الكبير صامبا، ومحمد الحراق وعائشة مذكور. وأشار صاحب المقال إلى أن رواق محمد الفاسي في الرباط يحتضن أيضا معرضا فوتوغرافيا جماعيا يحمل شعار (تقاطعات)، تنظمه وزارة الثقافة المغربية بتعاون مع الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي. ويشارك في هذا المعرض ، الذي يستمر إلى غاية التاسع عشر من الشهر الجاري، كل من الفنانين الفوتوغرافيين المغاربة التهامي بنكيران (فاس)، ورشيد الوطاسي (طنجة)، ومحمد مالي (الدارالبيضاء)، ووحسن نديم (مراكش )، وجعفر عاقيل (الرباط). ومن خلال صور مدينة طنجة لرشيد الوطاسي، وفاس للتهامي بنكيران، وفكيك والدارالبيضاء لمحمد مالي، ومراكش لحسن نديم، ومكناس والرباط لجعفر عاقيل، "يقود الفنانون جمهور الصورة، في رحلة تأمل وشغف يجوبون خلالها بعض الفضاءات التي يحتفون بها". وفي مراكش ، أقام الفنان التشكيلي المغربي أحمد بن اسماعيل معرضا فنيا في رواق (نوار سير بلان) ، حيث وزع كاتالوغ ضم أهم اللوحات التشكيلية المعروضة وكلمة مقتضبة كان كتبها الراحل إدمون عمران المالح جاء فيها أن الفنان "يتبع منذ سنوات عدة، مسارا تشكيليا يستحق شيئا من الاهتمام". وأعرب عن إعجابه "أولا بتميز نظرته كمصور فوتوغرافي" ومشيرا إلى أن لقاءهما نتج عنه نشر كتاب (ضوء الظل) الذي يرسم رحلة حول سيدي بن سليمان الجزولي. واعتبر الكاتب المغربي الراحل أن "لوحات أحمد بن إسماعيل قدمت لنا كسؤال، كرسالة لا تسلم دلالتها، لأنها بالذات مشبعة بهذا المناخ، فمن بعيد، تكاد تلامس اللغز" كما كتب القاص أحمد بوزفور، بدوره، نصا نثريا احتفاء بتجربة الفنان.