افتتح، أمس الثلاثاء بالرباط ، الملتقى الثاني الإبداعي للفنون التشكيلية المغربية ، الذي يعرف مشاركة فنانين وحدت بينهم الألوان واختلفوا في مقاربة التيمات والأشكال التي تصب فيها هذه المواضيع. ويتضمن هذا المعرض ، الذي نظم تحت إشراف "مجموعة الفنانين التشكييين الباحثين" ، لوحات حوالي 16 فنانا مغاربة وعرب. وتستلهم اللوحات المعروضة في هذا الملتقى، الذي يستمر إلى غاية 20 فبراير الجاري، من فعل الكتابة، التي لا تربطها بالضرورة علاقة مباشرة بأي لغة، بل برمزية وتجريد وحركية الحروف. وتستمد جمالياتها ومعانيها، خاصة، من الخط العربي وذلك بالتوحد مع الشكل واللون، حتى يتم تشكيل رموز وإيحاءات يغوص بها الفنان في لوحاته بكل ألوان الطيف. وقد استطاع بعض التشكيليين المشاركين في هذا المعرض، على سبيل المثال ملامسة تيمة "البيئة" كفعل مؤثر ومؤثر فيه. نجد أيضا الأشجار " كرمز للأرض" حاضرة في تناسق وانجذاب مع اللون الأزرق الذي يعكس الصفاء والنقاء. وتمتح لوحات أخرى من الموروث الثقافي المغربي، إذ تسرد، كما يسرد الروائي أو القاص، حكاية تلك الأحياء العتيقة التي تتوارى عبر نافدة التاريخ. واستعانت لوحات أخرى بتقنية " فلاش باك"، باشتغالها على "الذاكرة" من خلال وثائق مكتوبة ومصورة وأسطوانات سمعية بحمولتها النوستالجية، وعودتها بالخصوص إلى الستينيات والسبعينيات عبر " أنات " جيل جيلالة و"آهات" ناس الغيوان (....). وفضلت تجارب أخرى الاتكاء على تيمات " السفر" و "الهجرة" كملاذ آمن من خلال لوحات جميلة تحيل على البحار والهجرة إلى عالم لانهائي. ومن بين الفنانين المشاركين في هذا المعرض ، عزام مقدور ومحمد حوستي وثريا بلكناوي ومصطفى النافي ومحمد شريفي وعبد الرحمان الويداني وليلى الزاكي وبنيونس عميروش ومنصف صدقي العلوي وعبد الرزاق احمامو وعبد الغني الحراثي والسعيد الرغاي وطه السبيع وعبد الكبير صامبا ومحمد الحراق وعائشة مذكور.