خصصت مجلة البحث العلمي ، التي تصدر ضمن منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي وتعنى بالعلوم الانسانية والاجتماعية ، عددها رقم 52 ( يونيو 2010) باللغتين العربية والفرنسية، لموضوع "الهجرات والنظم البيئية : لاجئو البيئة". والموضوع في الأصل هو محور ندوة دولية نظمها مختبر الدراسات والأبحاث في الهجرة التابع للمعهد شهر مارس 2009 ، إذ تم فيها معالجة ظاهرة الهجرة بمقاربة متعددة الاختصاصات. وجمعت هذه الندوة بين باحثين من الشمال ومن الجنوب، من أوروبا ومن إفريقيا، تدارسو موضوع الهجرة من زوايا مختلفة أبرزوا من خلالها البعد البيئي للتنقلات البشرية المعاصرة لدى الباحثين والرأي العام تعامة. وتناول هؤلاء الظروف البيئية التي تدفع بالاشخاص إلى الهجرة ، ودراسة العلاقة القائمة بين تدهور النظم البيئية والهجرة ، ونوعية المهاجرين المضطرين إلى مغادرة بلدانهم، ومهاجرو الجنوب ومهاجرو الشمال، ومهاجرو الساحل ..، ومهاجرو تغيرات المناخ (جفاف ، فيضانات، تصحر، ...) والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناتجة عن التنقلات البشرية ووقعها على مناطق المغادرة وعلى مناطق الاستقبال . وضم العدد مواضيع "ضحايا اللجوء الإيكولوجي: حالة رحل ملوية الوسطى المغرب الشرقي"، و "الأخطار البيئية والحركات الكتلية بالهوامش الجنوبية للريف الأوسط ودورها في تهجير الساكنة حالة انزلاق المستوى (إقليم تاونات)، و "الجفاف بالمناطق المجاورة لفاس: الانعكاسات وتدورة المنظومة البيئية بهوامش المدار الحضري والأخطار الناجمة عنها". كما ناقش محاور أخرى ك`" التغيرات المناخية ورد فعل المجتع الدولي" و"العراقيل المناخية والهجرة الفلاحية بقبيلة ناتيتينغو"، و"نظرة القانون الدولي لظاهرة اللاجئين البيئيين"، و"الهجرات البيئية في الكاميرون: الأسباب والانعكاسات والسياسات العمومية للحد من الآثار السلبية". يشار إلى أن المعهد الجامعي للبحث العلمي، ورغبة منه في المساهمة في إلقاء الضوء على التنقلات البشرية وإيلائها ما تستحقه من أهمية، عمد إلى إنشاء مختبر للدراسات والأبحاث في الهجرة، يتكون من مجموعات بحث متعددة الاختصاص هي مجموعة "هجرة وتنمية" و مجموعة "المرأة، الشباب والهجرة"، و مجموعة "الجيوسياسية، الهوية والهجرة". وتهتم أعمال مجموعة "هجرة وتنمية"، بالخصوص، بعلاقة الهجرة بالبيئة وبطبيعة الهجرة كمحرك أو عائق للتنمية، فيما ينصب اهتمام مجموعة "المرأة، الشباب والهجرة"، بالأساس، بهجرة المرأة وهجرة القاصرين، أما مجموعة "الجيوسياسية، الهوية والهجرة" فترتكز أعمالها على الهجرة والعلاقات الدولية، إضافة إلى مشكل الهوية الذي تثيره هذه التنقلات.