عاد ،بعد ظهر اليوم الأحد، إلى تونس ،المعارض الإسلامي التونسي، راشد الغنوشي، زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية المحظورة،بعد غياب بمنفاه في الخارج دام أكثر من عشرين سنة. وقد وجد الغنوشي في استقباله بمطار قرطاج الدولي، بالقرب من العاصمة التونسية،بضعة آلاف من أنصاره قدموا من عدة مدن تونسية. ورصد مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء بعين المكان وجود حشود كبيرة المستقبلين بباحة المطار والمنطقة المجاورة،من بينهم النساء والرجال ، الشيوخ والشباب يرددون شعارات للترحيب بعودة الغنوشي ، وأخرى سياسية تندد بنظام الرئيس المخلوع ،زين العابدين بن علي، وتردد النشيط الوطني. وقال الغنوشي ، الذي بدا عليه الإرهاق ، في تصريح مقتضب إنه يؤيد "الثورة التونسية" ويدعو إلى الحرية والديمقراطية في البلاد . وتنتاب قطاعات واسعة من التونسيين ،خاصة في وسط اليسار العلماني والمدافعين عن تحرير المرأة وما حققته النساء من مكاسب حداثية ،مخاوف من أن تكون عودة الغنوشي (69 عاما)، مؤشرا على بروز ما يسمى بالإسلام السياسي . وكانت مسيرة نسائية قد خرجت أمس في العاصمة التونسية تطالب بالدفاع عن مكتسبات المرأة التونسية في مجال "التقدمية والحداثة" ، شاركت فيها حساسيات فكرية وسياسية مختلفة، ورفعت فيها شعارات من قبيل (لا للظلامية.. نعم للحداثة) ، ( من أجل جمهورية ديمقراطية علمانية). غير أن أنصار الغنوشي في تونس يقولون إن حركة النهضة الإسلامية تدافع عن "إسلام معتدل" على غرار النموذج التركي المتمثل في حزب العدالة والتنمية ،مؤكدين أن الغنوشي ينوي التنازل عن قيادة الحركة إلى جيل الشباب. وكان الغنوشي قد صرح مؤخرا بأنه لن يترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وأنه سيعمل على تطوير حركة النهضة إلى حزب سياسي يحظى بالشرعية كي يشارك في الانتخابات التشريعية القادمة . وكانت الحكومة الانتقالية في تونس قد أقرت مؤخرا مشروع قانون العفو العام يستفيد منه كل المحكوم عليهم بسبب مواقفهم وآرائهم السياسية. ويذكر أن حركة النهضة تأسست سنة 1981 على منوال جماعة (الاخوان المسلمين) في مصر ، وشاركت في الانتخابات العامة سنة 1989 ، حيث حصلت على 17 في المائة من أصوات الناخبين ، قبل أن يضطر زعيمها راشد الغنوشي للفرار خارج البلاد سنة 1992 بعد اتهامه بالتآمر على النظام ، الحكم عيه غيابيا في السنة نفسها بالسجن مدى الحياة مع مجموعة أخرى من أقطاب الحركة.