بقلم مصطفى اللويزي- الرشيدية 9-12-2009 تشكل السياحة الجبلية إحدى ركائز العرض السياحي بقمم الأطلس الكبير، ولاسيما بفضل الغنى الطبيعي والثقافي لهذه المنطقة الواقعة شمال غرب إقليمالرشيدية. ويعد مشروع إحداث مركز للإعلام والتوجيه السياحي، الذي وضع جلالة الملك محمد السادس حجر أساسه يوم الاثنين الماضي بإملشيل، فرصة واعدة بالنسبة إلى شباب المنطقة بالنظر إلى كون هذه البنية ستمكن من مساعدتهم على اكتساب أفضل للمهنة. وبالنسبة لهؤلاء الشباب، مرشدين وأصحاب مآوي وبنيات استقبال بالمنطقة، ستعزز هذه المؤسسة الجديدة من مؤهلات الجهة، حيث التكوين والإعلام والتوجيه تبقى ركائز ضرورة للنهوض بهذا المنتوج السياحي. ويعتبر حمو، وهو شاب حاصل على الإجازة ويملك مأوى بوسط إملشيل، أن "المهنيين كانوا في حاجة ماسة إلى مثل هذا المركز الذي يمكن أن يضطلع بدور المنسق بين مهنيي قطاع السياحة، والذي سيشكل مصدرا للمعلومات خصوصا ما يتعلق بالظروف المناخية بالجبال القريبة، وبالطرق الواجب تجنبها في بعض الأوقات من السنة". وانطلاقا من معرفتهم الكبيرة بهذه المنطقة الجبلية وقممها الشاهقة التي تفوق أحيانا 3200 مترا، يعاني المهنيون من نقص في التأهيل المهني والتوجيه، وأيضا من غياب بنية قادرة على توحيدهم وجعلهم منعشين سياحيين بجودة عالية. وبالرغم من كون الجولات على الأقدام أو البغال تبدو النشاط السياحي الأول بهذه المرتفعات، إلا أن منطقة إملشيل تمنح للزائرين فرصة نادرة لممارسة الرياضات المائية وصيد سمك الترويت بفضل بحيرتيها الشهيرتين إسلي وتيسليت، الواقعتين على التوالي على بعد 5 و 16 كلم من مركز إملشيل، وأيضا فرصة لتسلق الجبال، وهو النشاط الذي يتطور منذ مدة بمنطقة أملغو. وتسمح خبرة المرشدين المحليين، العارفين بخبايا المنطقة، للسياح بالقيام بجولات رائعة على مرتفعات المنطقة، يجوبون خلالها الممرات الوعرة بقمم مرقي وتوبقال وصاغرو والأطلس الكبير حتى بلوغ الأطلس الصغير، وهي الجولة المعروفة محليا باسم "مدار اللوز" أو "مدار الخرطوم". وإذا كانت نقطة الانطلاق بطبيعة الحال من مركز إملشيل، فإن نقطة النهاية تبقى من اختيار مجموعة السياح المتجولين. فالجولة، التي تهدف إلى اكتشاف المناظر الخلابة للأطلس الكبير، تمر عبر مجموعة من القبائل الأمازيغية كآيت حديدو وآيت عبدي وآيت عطا، ويمكن أن تتواصل إلى غاية بلوغ مناطق نائية نحو عالم من العزلة التامة ... فالجولة حبلى بجميع مكونات المغامرة الرائعة. ليس هذا كل شيء، هناك رياضة أخرى تجتذب يوما بعد يوم مزيدا من المولعين، ويتعلق الأمر باستكشاف الكهوف والمغارات بالنظر إلى وجود عدد كبير من الكهوف الصخرية بالمنطقة كما هو حال مغارة أخيام بإملشيل وإفري نوادو وبوعزمو، فضلا عن المضايق الرائعة والشهيرة بأسول وأملغو (أمسد بتاديغوست ومضايق واد زيز). بفضل شساعتها وارتفاعها، فإن المرتفعات يمكن أن تشكل أيضا موردا إضافيا للدخل لسكان المنطقة، خصوصا مع العرض السياحي "في ضيافة القاطن"، الذي أصبح يتسع صيته يوما بعد يوم.